responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 343
وكقول عبد الكريم الجيلي [1]، وهو من أهل وحدة الوجود:
وأسلمت نفسي حيث أسلمني الهوى ... وما لي عن حكم الحبيب تنازع
فطورًا تراني في المساجد راكعًا ... وإني طورًا في الكنائس راتع
إذا كنت في حكم الشريعة عاصيًا ... فإني علم الحقيقة طائع (2)
وكما قال أحدهم:
أصبحت منفصلاً بما يختاره ... مني ففعلي كله طاعات
وهذا المذهب من أخبث المذاهب، ولا يشك بكفر أصحابه؛ بل هو من أقبح أنواع الكفر قال ابن تيمية رحمه الله: (فإن من احتج بالقدر وشهود الربوبية العامة لجميع المخلوقات، ولم يفرق بين المأمور، والمحظور، والمؤمنين والكفار، وأهل الطاعة، وأهل المعصية، لم يؤمن بأحد من الرسل، ولا بشيء من الكتب، وكان عنده إبليس وآدم سواء، ونوح وقومه سواء، وفرعون وموسى سواء، والسابقون الأولون وكفار مكة سواء) [3]. فلا يشك عاقل في كفره.

4 - الجبرية:
(وهم الذين غلو في إثبات القدر حتى أنكروا أن يكون للعبد فعل - حقيقة لا بل هو في زعمهم لا حرية له ولا فعل، كالريشة في مهب الريح، وإنما تسند إليه الأفعال مجازًا، فيقال: صلى وصام، وقتل، وسرق، كما يقال طلعت الشمس، وجرت الريح، ونزل المطر، فاتهموا ربهم بالظلم، وتكليف العباد بما لا قدرة لهم عليه ومجاراتهم على ما ليس من فعلهم، واتهموه بالعبث في تكليف العباد، وأبطلوا الحكمة في الأمر والنهي ألا ساء ما يحكمون) [4].

[1] هو عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم الجيلي، ابن سبط عبد القادر الجيلاني، من علماء المتصوفة له كتب كثيرة، منها الإنسان الكامل، والمناظرة الإلهية، توفي عام 832 هـ. انظر: الأعلام للزركلي (4/ 175 - 176).
(2) هذه هي الصوفية، عبد الرحمن الوكيل، (96).
[3] مجموع الفتاوى (8/ 100).
[4] انظر: شرح نونية ابن القيم للهراس (1/ 372).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست