responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 305
إن تقليب العباد، موت فحياة، ثم موت فحياة، دليل عظيم على قدرة الله التي تجعل النفوس تخضع لعظمته وسلطانه: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28].
وقد ذكرت الأدلة التي ذكرتها في الاحتجاج على البعث من الاستدلال على النشأة الأخرى بالنشأة الأولى، ومن كون القادر على خلق الأعظم قادر على خلق ما دونه، وتحويل الخلق من حال إلى حال في سورة يس في موضع واحد من كتاب الله، وهذا يدل على وسطية القرآن واستقامته على الصراط المستقيم واعتداله وقوة حجته في إقناع الناس بإقامة الحجج والبراهين.
قال تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 78 - 83].
ونزلت هذه الآيات في أبي بن خلف حيث أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعظم ثم قال يا محمد من يحيى هذا وهو رميم، قال: الله يحيه ثم يميته ثم يدخلك النار، فقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُد، وقيل: نزلت في العاص بن وائل [1].
ولو كان صاحب المقولة المذكورة في أسباب النزول لبيبًا عاقلاً لم يسأل هذا السؤال, لأن وجوده وخلقه في هذه الحياة يجيب على السؤال، وقد وضح النص هذا المعنى الذي أجمله في البداية فقال: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: 79] فاحتج بالإبداء على الإعادة، وبالنشأة الأولى على النشأة الأخرى, إذ كل عاقل يعلم ضروريًّا أن من قدر على هذه قدر على هذه، وأنه لو كان عاجزًا عن الثانية لكان عن الأولى أعجز وأعجز.

[1] انظر: جامع البيان، لتفسير الطبري، (12/ 30).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست