responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 289
المبحث الثالث موقف المسلمين من أنبياء الله ورسله
ينبع موقف المسلمين في هذا الباب من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - منهما تستقي هذه الأمة مواقفها واعتقادها وسائر أمور دينها وعنهما تصدر، لذلك جاء موقفهما من أنبياء الله ورسله موقفًا معتدلاً وسطًا، لا غلو فيه ولا إفراط ولا تفريط أو تقصير فيها، ولم تضل فيه كما ضلت أمم قبلها؛ لأنها لم تقل فيه بمجرد الرأي والهوى، ولم تبتدع فيه ما لم يأذن به الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
الأمر الأول: أن هذه الأمة آمنت بجميع الأنبياء والمرسلين ولم تفرق بين أحد منهم فتؤمن ببعض وتكفر ببعض كما فعل اليهود والنصارى ذلك أن الله عز وجل أمرها في كتابه الكريم بقوله: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136].
قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: (أرشد الله تعالى عباده المؤمنين إلى الإيمان بما أنزل إليهم بواسطة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - مفصلاً، وبما أنزل على الأنبياء المتقدمين مجملاً، ونص على أعيان من الرسل، وأجمل ذكر بقية الأنبياء، وأن لا يفرقوا بين أحد منهم، بل يؤمنوا بهم كلهم ... ) [1].
وقال قتادة: (أمر الله المؤمنين أن يؤمنوا ويصدقوا بأنبيائه ورسله كلهم ولا يفرقوا بين أحد منهم) [2].
وَعَدَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - الإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة التي لا يكون المرء مؤمنًا إلا إذا استكملها فقال - صلى الله عليه وسلم - في حديث جبريل المشهور: " الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره " [3].

[1] تفسير القرآن الكريم (1/ 271).
[2] انظر: ابن جرير في تفسير (3/ 111).
[3] مسلم، كتاب الإيمان، باب الإيمان والإسلام، (1/ 36 - 37).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست