responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 227
وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النجاة لا تكون إلا لمن كان على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ومن تابعهم إلى يوم الدين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ... وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا واحدة قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي " (1)

ثانيًا: منهج القرآن في الأمور التي يستمد منها الإيمان:
بما أن الإيمان أعظم المطالب وأهمها وأعمها؛ لذلك جعل الله له مواد كبيرة تجلبه وتقويه، كما أنه له أسباب تضعفه وتوهيه.
والمواد التي تجلبه وتقويه أمران: مجمل ومفصل أما المجمل فهو: التدبر لآيات الله المتلوة: من الكتاب والسنة؛ والمتأمل لآياته الكونية على اختلاف أنواعها، والحرص على معرفة الحق الذي خلق له العبد، والعمل بالحق؛ فجميع الأسباب مرجعها إلى هذا الأصل العظيم.
وأما التفصيل: فالإيمان يحصل ويقوى بأمور كثيرة: منها بل أعظمها:
أولاً: معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة، والحرص على فهم معانيها، والتعبد لله فيها، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180] فالتأمل في أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى من منهج الوسطية والإلحاد في أسمائه وصفاته خروج عن منهج الوسطية الذي رسمه القرآن: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110] والذين يصفون الله بغير ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، يلحدون في آيات الله، وهذا انحراف عن الصراط المستقيم: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} [فصلت: 40] ولذلك فإن الحرص على معرفة أسماء الله الحسنى وفهم معانيها يزيد الإيمان.
فقد ثبت في الصحيحين عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إن لله تسعة وتسعين اسمًا -مائة

(1) رواه الترمذي: كتاب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (5/ 26) رقم الحديث (2641) وحسنه.
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست