responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 226
قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
فكيف لا يرضى المؤمن بهذا الرسول الكريم الرءوف الرحيم؛ الذي أقسم الله أنه لعلى خلق عظيم، وأشرف مقام للعبد انتسابه لعبودية الله، واقتداؤه برسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومحبته واتباعه؛ وهذا علامة محبة الله؛ وباتباعه تتحق المحبة والإيمان. قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31].
وفي صحيح مسلم من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت: " يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً، لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال: قل: آمنت بالله، ثم استقم " [1].
فبين - صلى الله عليه وسلم - بهذه الوصية الجامعة أن العبد إذا اعترف بالإيمان ظاهرًا وباطنًا، ثم استقام عليه قولاً وعملاً وفعلاً وتركًا، فقد كمل أمره، واستقام على الصراط المستقيم، ورجي له فلاح الدارين. وبعد هذا العرض الموجز لمفهوم الإيمان كما جاء في القرآن ووضحته أحاديث سيد ولد عدنان عليه أفضل الصلاة والسلام يتضح لنا مفهوم الإيمان بعيدًا على من أنكره جملة كالملاحدة أو انحرف في فهم حقيقته كالفلاسفة أو حرفوه عن أصله كاليهود أو ضلوا عن تصور معانيه والوقوف على ماهيته كالنصارى وبذلك يتضح لنا مفهوم الإيمان ووسطية واستقامة واعتدال القرآن في عرضه.
وابتعدت عن أقوال من وقع في البدع في حقيقة هذا الجانب من المعتزلة والخوارج والمرجئة والجهمية واكتفيت بقول واعتقاد أهل السنة والجماعة الذين هم الصحابة - رضي الله عنهم -، وكل من سلك نهجهم من خيار التابعين رحمة الله عليهم، ثم أصحاب الحديث ومن تبعهم من الفقهاء جيلاً فجيلاً إلى يومنا هذا ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها رحمة الله عليهم [2].

[1] مسلم، كتاب الإيمان، باب جامع أوصاف الإسلام (1/ 65).
[2] انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/ 113).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست