نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 213
دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: 116].
بل خصوا كنائسهم وبابواتهم ومطارنتهم ببعض خصائص الله عز وجل كمغفرة الذنوب ودخول الجنة والحرمان منها ففي المجمع الثاني عشر من مجامعهم المعقود في سنة 1215 م قرروا: (أن الكنيسة البابوية تملك الغفران وتمنحه لمن تشاء) [1] وبناء على هذا القرار قامت الكنيسة بإصدار ما يسمى بـ (صكوك الغفران).
يقول أحد قسسهم في هذا: (وقد جعل الله في أيدى المطارين ما لم يجعله في يد أحد، وذلك أن كل ما يفعلون في الأرض يفعله الله في السماء، فإذا أذنبنا فهم الذين يقبلون التوبات ويعفون عن السيئات بأيديهم صلاح الأحياء والأموات) [2] ماذا أبقوا لله عز وجل؟!!
2 - ومن ضلالهم في هذا الباب أيضًا أنهم سبوا الخالق عز وجل وتنقصوه وذلك من وجهين:
الأول: قولهم إنه اتخذ ولدًا، حيث قالوا: إن المسيح ابن الله، كما قال تعالى:
{وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: 30] وقد نزه الله عز وجل نفسه عن اتخاذ الصاحبة والولد فقال: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [البقرة: 116] وقال سبحانه: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم: 88 - 93]، فأنكر قولهم، ونزه نفسه عن أن يكون له ولد.
وَبَيَّن سبحانه في آية أخرى أن الولد لا يكون إلا من صاحبة، وهو سبحانه لا [1] أبو زهرة، النصرانية (148). [2] أبو عبيدة الخزرجي، بين المسيحية والإسلام، ص (91).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 213