responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 212
يقول أحد قساوستهم في رسالة إلى أبي عبيدة الخزرجي [1]، مصرحًا بألوهية المسيح وأنه خالق السموات والأرض: (أما بعد حمد الله الذي هدانا لدينه، وأيدنا بيمينه، وخصنا بابنه ومحبوبه، ومد علينا رحمته بصلبه المسيح إلهنا، الذي خلق السموات والأرض وما بينهن، والذي أمدنا بدمه المقدس ومن عذاب جهنم وقانا ... ) [2].
وقال مخاطبًا أبا عبيدة داعيًا إياه للإيمان بألوهية المسيح الخالق: (وما عقائدكم كلها إلا حسنة، وكان عندكم عدل كثير في أصل دينكم، وخير شامل، فلو آمنتم بالمسيح وقلتم: إنه هو الله خالق السموات والأرض لكمل إيمانكم) [3].
وهكذا نرى النصارى يصفون المسيح عليه السلام بصفات الربوبية المختصة برب العالمين عز وجل، وهذا أمر انفردوا به من بين العالمين، ولم يقتصر الأمر على المسيح عليه السلام، بل جعلوا لغيره من الخلق بعض صفات الله تبارك وتعالى، فجعلوا مريم عليها السلام آلهة؛ لأنها أم الله بزعمهم، ووصفوها بالجلوس على العرش مع الله عز وجل، وسألوها ما لا يسأل إلا من الله عز وجل.
يقول الإمام ابن القيم: (وأما قولهم في مريم: فإنهم يقولون إنها أم المسيح ابن الله ووالدته في الحقيقة ... وأنها على العرش جالسة عن يسار الرب تبارك وتعالى والد ابنها، وابنها عن يمينه، قال: والنصارى يدعونها، ويسألونها سعة الرزق وصحة البدن وطول العمر ومغفرة الذنوب) [4].
وهذه الأمور لا يملكها إلا الله عز وجل ولا يسألها إلا هو سبحانه، ولقد أشار القرآن الكريم إلى قول النصارى بألوهية مريم في قوله تبارك وتعالى مخاطبًا عيسى عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ

[1] هو أبو جعفر أحمد بن عبد الصمد بن أبي عبيدة الخزرجي الساعدي كان مشهورًا بالذكاء والنبل، مات بفاس
بالمغرب عام 582 هـ.
[2] أبو عبيدة الخزرجي، بين المسيحية والإسلام، ص (72).
[3] نفس المصدر (87).
[4] هداية الحيارى (261).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست