responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 170
المبحث الأول
أقوال العلماء في البينية
ولأهمية هذه القضية سأذكر بعض أقوال العلماء، ومن قال بذلك منهم في القديم والحديث [1].
1 - الإمام الطبري، حيث قال في تفسيره: (وأنا أرى أن الوسط في هذا الموضع هو الوسط الذي بمعنى الجزء، الذي هو بين طرفين، مثل وسط الدار. وأرى أن الله تعالى ذكره - إنما وصفهم بأنهم وسط لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غلو فيه، غلو النصارى الذي غلوا بالترهب، وقولهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله، وقتلوا أنبياءهم وكذبوا على ربهم وكفروا به، ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها) [2].
2 - قال شيخ الإسلام: (فإن الفرقة الناحية أهل السنة والجماعة [3] يؤمنون بذلك، كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل هم الوسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم فهم وسط في باب صفات الله تعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة. وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية [4] والقدرية [5] وغيرهم، وفي باب

[1] انظر: الوسطية في ضوء القرآن.
[2] انظر: تفسير الطبري (2/ 6).
[3] هم أهل الحق ومن عداهم فأهل البدعة فإنهم: الصحابة -رضي الله عنهما- ومن سلك نهجهم من خيار التابعين رحمة الله عليهم، ثم أصحاب الحديث ومن تبعهم من الفقهاء جيلا فجيلا إلى يومنا هذا، ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها رحمة الله عليهم) انظر: الفصل في الملل والنحل (2/ 113).
[4] سموا بذلك نسبة إلى الجبر، وهو جبر العبد وحمله على فعله، فهو كالريشة في مهب الريح، لا أثر له على فعله، فالفعل لله تعالى والعبد محله، وهم صنفان: خالصة، وهي التي لا تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل أصلا، ومتوسطة: وهي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثر أصلا، والجهمية من فرق الجبرية: انظر: الملل والنحل. (1/ 85).
[5] هم الذين يحتجون بالقدر ويقولون لو كان الله كارها فعلنا لأنكره علينا بالعقوبة، ولما مكننا منه وظهر الكلام في القدر في عصر عبد الملك بن مروان وكان هذا في آخر عهد الصحابة، وأول من تكلم في القدر معبد الجهني الذي أخذه عن سوسن النصراني، ثم أخذ من معبد غيلان الثققي لعنهم الله تهذيب التهذيب (10/ 226).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست