responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 155
[2] - وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- "أنه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل نجد، فلما قفل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قفل معه، فأدركتهم القافلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة، وعلق بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: "إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلته" فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: "الله" ثلاثا ولم يعاقبه وجلس" [1].
وفي هذا دلالة واضحة على قوة يقينه بالله، وصبره على الأذى، وحلمه على الجهال، وشدة رغبته في استئلاف الكفار ليدخلوا في الإسلام، ولهذا ذكر أن هذا الأعرابي رجع إلى قومه وأسلم، واهتدى به خلق كثير [2]. وهذا مما يؤكد أن الحلم من أعظم أركان الحكمة ودعائمها.
3 - ومن عظيم حلمه عدم دعائه على من آذاه من قومه، وقد كان باستطاعته أن يدعو عليهم فيهلكهم الله ويدمرهم، ولكنه -صلى الله عليه وسلم- حليم حكيم يهدف إلى الغاية العظمى، وهي رجاء إسلامهم أو إسلام ذريتهم، ولهذا قال ابن مسعود -رضي الله عنه- كأني أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحكي نبيا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" [3].
ومما يدل على أن الحلم ركن من أركان الحكمة ملازمة صفة الحلم للأنبياء قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوتهم إلى الله تعالى.
فهذا إبراهيم أبو الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام، قد بلغ من الحلم مبلغا عظيما حتى وصفه الله بقوله: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ) [التوبة: 114].

[1] البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد والسير، باب من علق سيفه (6/ 113).
[2] البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب غزوة ذات الرقاع (7/ 493).
[3] مسلم مع شرح النووي: كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد (12/ 150).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست