نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 152
ثانيا: الحلم:
الحلم: بالكسر: العقل [1]، وحلم حلما: تأني وسكن عند غضب أو مكروه مع قدرة، وصفح، وعقل [2] ومن أسماء الله تعالى: (الحليم) وهو الذي لا يستخفه شيء من عصيان العباد، ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شيء مقدارا فهو منته إليه [3] والحلم: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب [4].
والحلم: هو حالة متوسطة بين رذيلتين: الغضب، والبلادة فإذا استجاب المرء لغضبه بلا تعقل ولا تبصر كان على رذيلة، وإن تبلد، وضيع حقه ورضى بالهضم والظلم كان على رذيلة، وإن تحلى بالحلم مع القدرة، وكان حلمه مع من يستحقه كان على فضيلة.
وهناك ارتباط بين الحلم وكظم الغيظ، وهو أن ابتداء التخلق بفضيلة الحلم يكون بالتحلم: وهو كظم الغيظ، وهذا يحتاج إلى مجاهدة شديدة، لما في كظم الغيظ من كتمان ومقاومة واحتمال، فإذا أصبح ذلك هيئة راسخة في النفس، وأصبح طبعا من طبائعها كان ذلك هو الحلم، والله أعلم [5].
وقد وصف الله نفسه بصفة الحلم في عدة مواضع من القرآن الكريم كقوله تعالى: (وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [آل عمران: 155]، ونلاحظ أن الآيات التي وصفت الله بصفة الحلم قد قرنت صفة الحلم في الغالب بعد إشارة سابقة إلى خطأ واقع، أو تفريط في أمر محمود، وهذا أمر يتفق مع الحلم؛ لأنه تأخير عقوبة: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى) [فاطر: 45]. [1] القاموس المحيط، باب الميم، فصل الحاء، (1416). [2] المعجم الوسيط، مادة: حلم (1/ 194). [3] النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير حرف الحاء مع اللام (1/ 434). [4] المفردات في غريب القرآن، للراغب الاصفهاني، مادة: حلم (129). [5] انظر: مفردات غريب القرآن (129)، أخلاق القرآن للشرباصي (1/ 182) الأخلاق الإسلامية عبد الرحمن الميداني (2/ 326).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 152