responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 958
• بلاد الهند. ثلثها، على الأقل، كان من المسلمين حتى نهاية سنة 1948!!! لكن أطرف ما في تقسيم الهند أن الهندوس والسيخ رفضوه بينما وافق عليه المسلمون وحرضوا عليه!!! وكانت المرحلة الأولى منه إعلان استقلال باكستان في 14/ 8 / 1947، ثم بدأت المرحلة الثانية سنة 1971، إثر حرب أهلية طاحنة، انتهت بتقسيم باكستان نفسها إلى غربية (باكستان الحالية) وشرقية اتخذت من بنغلادش اسما لها فيما بعد. واليوم فإن عدد المسلمين في الهند، وفقا لإحصاءات العام 2009، يصل إلى161 مليون نسمة، بنسبة تقارب 13.5% من إجمالي السكان، و 174 مليون نسمة في باكستان، بالإضافة إلى أزيد من 145 مليون في بنغلادش. وفي المحصلة لدينا أكثر من 480 مليون نسمة على الأقل في إجمالي الهند التاريخية. فماذا لو بقيت الهند موحدة وسط نسبة من المسلمين يقاربون 50% من السكان؟ نسبة لا يعادلها إلا كل مجموع السكان من الطوائف الأخرى!!!
هذا ما فعلته القوى الاستعمارية الكبرى في بلاد المسلمين، من الهند إلى المغرب الأقصى. لذا فإن كل التقسيمات والنظم القائمة هي نتاج تاريخية استعمارية صريحة. قسمة ضيزى، قادتها بريطانيا، أخطر دولة على البشرية. بل هي الدولة التي يشهد التاريخ والواقع أن ثأرنا وحساباتنا معها لا تندمل ولا تواريها العقود ولا القرون. مع ذلك ثمة من يسعى بكل جهد جهيد إلى تجديد عقد الوصاية والانتداب، اعتمادا على ذات القوى، وبنفس الأدوات والمنطق الذي ضاعت به الأمة وبلادها!!!
فأي خير يُرتجى من هؤلاء أو من الغرب؟
لنكن صريحين بما يلزم من القول:
فقد بات من المخزي أن يتداعى البعض على الغرب، طلبا للحماية والنصرة والتدخل وتجديد شباب الوصاية والانتداب، في الوقت الذي تخرج فيه الشعوب عن بكرة أبيها. فأي عار هذا الذي سيلازمنا ويلازم أجيالنا القادمة، ونحن نسعى بأيدينا لنجدة الغرب الرأسمالي، وإنقاذه من ورطته الاقتصادية وإفلاسه وهزيمته العسكرية في ساحات الجهاد؟ وأي إنجاز نهديه إلى الغرب أثمن من تجديد الثورات لـ «شرعية» الوصاية والدولة اليهودية ونظم الانتداب المدمرة؟!!!
كثير من القوى الراعية للثورات أو المتسلقة عليها أو الغاصبة لها إما أنها جاهلة في التاريخ والدين أو عاجزة أو عمياء أو مغرورة أو عميلة. وبالتالي فما من مشروعية لأية ثورة أو نظام جديد يحتفظ بذات العلاقة التاريخية مع الغرب، أو يقبل بهيمنته. لا مشروعية أبدا، لأننا سنكون حينها كمن يؤمن بكون الوصاية كفر .. لكن بعضا من الكفر حلال!!!
وعليه؛ فإذا لم يعتدل سمت الثورات، وتنضبط أهدافها، وتُنتزَع مساراتها أو إنجازاتها، من هؤلاء، فسنفقد فرصة عظيمة للانعتاق من الهيمنة، وستكون أمة الإسلام، والعرب على الخصوص، أكثر أمم الأرض استغفالا وانحطاطا في التاريخ.
نشر بتاريخ 31 - 08 - 2011

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 958
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست