responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 404
يجعل عقوبته بعد إتمام مظهَر العدلْ، لا بباطنه في علمه عزَّ وجلْ، كما يأتي بالشهود يوم القيامة، ويقيم الموازين القسط، ثم يصدر أحكامه الأخروية: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)} [الصافات: 21 - 24].
فكذلك هو سبحانه في عقوبات الدنيا، فإذا رأيت الله تعالى أظهر فضائح المجرمين، وكشف قبائح الطغاة الظالمين، فظهرت على الملأ، حتى يراها الناس جميعا، لايضامُّون في رؤيتها، ولايضارُّون في سماعها، فاعلم أنَّ القضاء الإلهي قد أذن بإهلاكهم، والحكم الربّانيّ صدر باستبدالهم.
وثامناً: إنْ صح لنا أن نصوِّر موقع النظام السوري في المؤامرة على هذه الأمَّة، فتخيَّلوا ساحراً إيرانيا مُشْعراً كأقبح ما يكون المشعر في صورته، أشعث، معقوف الأنف، كبيره، محدودب الظهر، كريه المظهر، قبيح الثياب، مسودّها، وهو يحمل بيده مفتاحا أعدَّه ليفتح به باب قلعة الإسلام، ليلج منه إلى حيث ينفث سمومه فيها، وينشر عقاربه خلَلَها، ويضع بيوضَ حيَّاته في أركانها!
فهذا المفتاحُ هو النظامُ السوري لاسواه، عليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، مدَّعي العروبة وهو ربيب المجوسية، وزاعم الانتماء إلى حضارتنا، وهو الحليف الوفيِّ لأعدى أعدائها.
ولهذا فلسوف يُسحق هذا المفتاح مع ساحره، كما سُحق كلُّ المتآمرين على أمِّتنا وسوف يردُّ الله كيدَهم في نحرهم النتن، {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69].
وتاسعاً: لقد استنفد شارون سوريا كلّ ما لديه من وسائل قمع، من فرض الحصار الخانق على المدن، إلى التعذيب والاغتصاب، مرورا بقتل الأطفال، واطلاق النار الحيّ على المتظاهرين، والاعتقالات العشوائية، وترويع الشعب بسائر وسائل الترويع، وإجبار الناس على التظاهر تأييداً للنظام، ومع ذلك فالثورة بازديادْ، والشعب في إصرار وعنادْ!
وهذا يعني أنّ النظام لم يعد لديه ما يوقف الزحف الثوري، وقد نفدت كنانتُه من السهام، وجعبتُه من أساليب اللئام، فما بعد هذا بإذن الله تعالى إلاّ الهزيمة النكراء، والعاقبة الشوهاء، بحول خالق الأرض والسماء.
وعاشراً: لقد أثبت النظام السوري أنّه غبيّ، بل أغبى نظام على وجه الأرض، ومن الواضح أنَّ مسار تاريخ البشرية الآخذ بالتطوُّر هذه الأيام، قاضٍ بأنّه لم يعد ثمّة مكان للأغبياء في رأس السلطة، ولا للمتخلّفين عقليَّا على سُدّة الحكم!

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست