responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 403
ورابعاً: لأنَّ الله تعالى الذي وضع الميزان، جعل بإزاء بطش نظام شارون سوريا المجرم، شعباً _ بشهادة النبيِّ الأكرم، بكلامه الأفخم _ هو قطبُ رحى الأمِّة في مشاريع التغييّر الكبرى، وعمودُ فسطاطها الأعظم في زمان التحوُّلات العظمى، فمنذ معركة اليرموك أوَّل هزيمةٍ ساحقة للصليبيّة على يد حضارتنا المجيدة، إلى اندحار المغول في عين جالوت، مرورا بحطين الأمجاد، إلى فسطاط المسلمين، وملاحمهم في نهاية التاريخ، كانت الشام محور الاستدارات الحضاريّة لأمّتنا نحو الانتصارات الكونية.
ولهذا فإنَّ الآفاق التي ستشرق على أمِّتنا بعد نجاح الثورة السورية ستكون _ بإذن الله _ أوسع بكثير مما نتخيّله، وأبعد مدى مما نتوقّعه.
وخامساً: تأمَّلوا تقدير الله تعالى أن تأتي هذه الثورات بعد بزوغ شمس تركيا الجديدة، والتي انتهجت سياسة التأثير الإقليمي، بميزان يحترم انتماءَها الإسلامي بماضيها المشبَّع بإشراقات حضارتنا.
وكان من تقدير الله تعالى أن تكون تركيا الجديدة بأردغانها الشهم، المحبوب في الشعوب الإسلامية، جارةً لسوريا وهي تثور على طاغيتها ..
بينما يغرز النظام الإيراني _ مع فرعه في لبنان حزب الشيطان _ سكاكين الغدر في ظهر الشعب السوري، مع طغاته
فدفع الله تعالى هذا بهذا، وردَّ مكر أولئك الأشرار الفجرة، برحمةِ وعدلِ هؤلاء، أعني حزب أردوغان الحرّ المتحضّر: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251].
وأتوقَّع _ والله أعلم _ أنَّ الضغط التركي سيزداد على شارون سوريا، حتى يضطرُّه إلى مضايق لانجاة له منها إلاّ بالهروب، أو الانتقال إلى مرحلة التدخل العسكريّ الخارجيّ.
وسادساً: قد كان انكسار حاجز الخوف، في الثورة السورية مدويَّا كدويِّ الرعود المزمجرة، وليس كغيرهم من الشعوب العربية الثائرة، إذ لم يُمتحن شعبٌ عربي كما امتُحن الشعب السوري بإجرام نظامه المتوحِّش، ومع ذلك فلم يزده البطش إلاَّ إصراراً على الثورة، وثباتا على طريق التحرُّر الكامل من النظام.
وكفى بهذا دليلا على أنَّ هذا الشعب لن يُقهر بإذن الله تعالى، وسيبلغ الله به آماله، حتى يُردي جلاّديه في شرّ أعمالهم.
وسابعاً: علمنا من عادة الله تعالى في مصارع الطغاة، أنه عندما يأتي حيْنُهم، يظهر الله تعالى جرائمهم على الملأ أولاً، ذلك أنَّه سبحانه _ مع أنّه الحكم العدل المطلق _

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست