responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 296
وكما ترى - أيها القارئ الفطن - أن الحنكة السياسية عند القوم , هي بمقدار التنازل عن الدين وإرضاء الكفار والصليبيين , وللقارئ أن يعجب من تلك العقول الحمقاء , والتي تظن أن الجماعات الإسلامية المجاهدة في الصومال وغيرها وهي التي أخرجت مثل شيخ شريف , أنها لن تستطيع أن تخرج سياسياً محنكاً مثله ملتزم بالإسلام وتعاليمه لا منسلخ عنها كشيخ شريف - لو سلمنا بأنه بالفعل يعرف السياسة - , أم أن هذه المعايير مرتبطة بالدعوة مع السلام والمصالحة مع الصليبيين ومحاربة المجاهدين الموحدين , وأن العلم والحكمة محصوران على من يلعق أحذية الطواغيت وعبيدهم ويدعو للمصالحة والسلام معهم , ونبذ العنف والتفجير والتكفير معهم؟
----------
إن ربعي بن عامر لما دخل على كسرى بثيابه المرقعة وبرمحه القصير الذي كان يخرق به وسائد الحرير , كدبلوماسي من قبل المسلمين لإقناع كسرى بالابتعاد عن الحرب والعنف وإقناعه بالمصالحة وفق المعايير الإسلامية المعروفة , لم يتخرج من أي كلية سياسية ولم يقرأ في أي كتاب عن كيفية التفاوض مع الأعداء السياسيين , ولم يسبق له أي خبرة في التعامل مع الملوك والرؤساء السياسيين وكيفية الحديث معهم .. كان كل ما لديه مبادئ ربانية يحملها في صدره , ولم يتلق أي شيء من قبل أميره أويلقن كلاماً ليقوله أمام عظيم الفرس , صاحب أكبر إمبراطورية في ذلك الزمان.
كانت مبادئه الربانية هي التي ستصوغ كلامه مباشرة وبتلقائية شديدة , وكانت هي التي ستمنحه الخيارات والتنازلات التي يمكن أن يعطيها لخصمه أثناء التفاوض معه! ولم يكن بحاجة للرجوع لأميره ومشاورته حول المفاوضات التي ستجري مع كسرى الإمبراطور الفارسي .. لأن ربعي صاحب الثياب المرقعة وسعد بن أبي وقاص يجتمعان على مبادئ ودستور واحد , وليس هناك مجال للتفاوض أوالتنازل عن ما يحويه ذلك الدستور وما يحملونه من مبادئ نبوية ربانية .. فصاغوا بتلك المبادئ والقيم أعظم حضارة في التاريخ وأجمل دولة مرت على تاريخ البشرية.
كانت خبرة السياسي منهم:
المؤهلات: 5 سنوات رعي غنم , لا يعرف القراءة ولا الكتابة , يحفظ القرآن الكريم , الشركات التي يملكها: ثوب مرقع ومزادة وعصا!
------------
إن أعظم كذبة في التاريخ المعاصر أن يقال: إن الجماعات الجهادية لا تملك مشروعاً سياسياً ولا تملك خبراء في السياسة المعاصرة والدبلوماسية , ولا تستطيع العيش في هذا الجو السياسي المعقد , كي يراد تثبيطها وإحباطها عن إقامة دولة إسلامية , ويقارن ذلك عندما يخرج الأمر من أيديهم الهجوم العسكري القوي الذي يسقط دولتهم الإسلامية كما كان في الصومال وأفغانستان , كي يعاد هذا إلى عدم الخبرة السياسية والغباء في التعامل مع القوى الغربية.

نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست