نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1083
جرائم الطاغوت بسلميتكم وتسامحكم وتساميكم على جراحكم حفاظا على بلدكم ونجاح ثورتكم، فهنيئا لكم المجد في الدنيا، والشهادة والخلود في الآخرة!
وأما ما صدر عن بعض أدعياء العلم في الشام من تجريم المظاهرات، أو الحكم على الشهداء بأنهم قتلى فتنة وجاهلية، وأن دياتهم على من غرر بهم، فهو كلام جاهل بأصول الدين وفروعه، وكما في الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» صحيح البخاري (1/ 32) (100) وصحيح مسلم (4/ 2058) 13 - (2673)
وقد فصلت أحكام الشهداء في مقال (الأحكام الفقهية لشهداء الثورة العربية)، وفي مقال (شهداء الثورة بين جرائم الطغاة وفتنة الدعاة) ..
وقد نقلت فيهما اتفاق أهل العلم على أن المقتول ظلما شهيد، وإن اختلفوا هل هو كشهيد المعركة فلا يغسل ولا يصلَّى عليه، أم كشهيد الغريق والحريق، يحكم له بالشهادة إلا إنه يغسل ويصلَّى عليه ..
هذا مع أن ما يجري اليوم في الشام حرب يشنها الطاغوت بكل أنواع الأسلحة على الشعب السوري المظلوم، فالقتيل فيها شهيد معركة بلا خلاف!
وأما ما يثيره بعضهم من شبهة أنه لا يقال عنهم شهداء احتجاجا بتبويب البخاري في صحيحجه (لا يقال فلان شهيد)، فقد أجاب عنه شراح الحديث، كالحافظ ابن حجر وغيره، بأن المقصود لا يقال ذلك على سبيل القطع له بالجنة، أما على سبيل الظن الظاهر والحكم الدنيوي فمشروع وجائز، كما تواترت به النصوص الأخرى، وما زال أهل الإسلام يسمون قتلاهم شهداء لا يغسلونهم ولا يصلون عليهم، لأنهم شهداء في الحكم الدنيوي، ويرجون لهم الجنة في الحكم الأخروي، فكل من أكرمه الله بسبب من أسباب الشهادة التي ثبتت بالنصوص الصحيحة، فإنه يطلق عليه وصف الشهادة، دون القطع له بالجنة، بل يحكم له بالشهادة الأخروية على سبيل الرجاء والظن الظاهر. انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري- ط دار المعرفة (6/ 90)
----------
أيها العلماء المصلحون والفقهاء المجاهدون ..
إن الثورة هي أول خطوة على طريق الإصلاح والتغيير، وما بعد الثورة أبعد شقة، وأشد مشقة، وهو ما يحتاج منكم وأنتم لذلك أهل إلى رؤية علمية، وروية عملية، يكون فيها فقه المقاربات وفقه النوازل هو قطب الرحى في تحقيق الإصلاح على هدى الكتاب والسنة!
وإن الأمة كلها تتطلع اليوم فيما تتطلع إليه، بعد عقود من الفوضى والتيه، إلى بعث الإسلام واستئناف الحياة به من جديد، وهي في شوق لنور هداياته، كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1083