نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1082
ولا شك بأن تخلي الأمة عن واجبها ومسئوليتها هو من أسباب تسلط الطغاة عليها، وهو العقاب الذي حذرها الله منه! قال تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود: 113]
فإن لم يكن جهادكم من هذا الباب فهو على أقل الأحوال جهاد الدفع عن النفس والمال والعرض والدين، كما في الحديث الصحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قَاتَلَ دُونَ أَهْلِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ» السنن الكبرى للنسائي (3/ 454) (3543) صحيح
وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» سنن النسائي (7/ 117) (4096) صحيح
ولا شك بأن الشعب السوري ومنذ أربعة عقود ودمه مسفوح، وأمواله منهوبة، وكرامته مسلوبة، والدفع عن هذا كله مشروع والقتيل فيه شهيد بنص الحديث.
فأنتم في جميع الأحوال بين أعلى أنواع الجهاد وأشرف صور الشهادة وهو جهاد الطاغوت، والشهادة في سبيل الله والمستضعفين، أو أدنى أنواع الجهاد وأقرب صور الشهادة، وهو الجهاد دفاعا عن النفس والعرض والمال والأرض، والشهادة في سبيل ذلك!
-----------
أيها المجاهدون الأبرار، والمتظاهرون الأحرار، والشباب الثوار، في كل مدن الشام وقراه، إنكم لا تحتاجون إلى فتاوى المفتين في حق أبلج كضوء الشمس في رائعة النهار، وكما جاء في الحديث عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا وَابِصَةُ: اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ "
مسند ابن أبي شيبة (2/ 259) (753) وصحيح الترغيب والترهيب (2/ 151) (1734) حسن لغيره
فقد لبيتم نداء الفطرة الإنسانية فضلا عن الفطرة الدينية التي توجب الدفاع عن كرامة الإنسان وحريته ودينه وعرضه وماله ودمه، كما في الحديث الصحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» السنن الكبرى للنسائي (3/ 455) (3544) صحيح
وأنتم تدافعون اليوم عن ذلك كله بثورة سلمية لم تسفكوا فيها دما حراما، ولم تظلموا إنسانا، بل دماؤكم منذ أربعة عقود مهدورة، وحقوقكم مسلوبة، وأموالكم منهوبة، وأنتم صابرون على مواجهة
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1082