نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 94
في حياته الخاصة، ذلك أن ثمة قضايا يتعيَّن على من يتطوع لخدمتها - كالجيش مثلاً - أن يجتهد في جعل حياته كلها منسجمة معها [1].
وكان اللواء ديغول رئيس الجمهورية الفرنسية السابق متديناً غاية التدين، ولما توفي سنة (1970) كتب أحد رجال الدين عنه مقترِحاً: إعطاءه لقب قديس، لأنه كان متمسكاً بدينه كأقوى ما يكون التمسك، ولأنه حرص على مقاومة الرذيلة وإشاعة الفضيلة في فرنسا.
وهو القائل: " ... لم يعد الجيش الفرنسي اليوم شاباً، ومهما كان وضعه، فإننا لن نراه قوياً إلا إذا استقى مَثله الأعلى من المشاعر السائدة في عصره، واستخرج من ذلك فضيلة واستقامة" [2].
الجندي كالكاهن لا يتحرك بدافع المصلحة الشخصية، إنه يطيع قاعدة عليا ثابتة نبيلة، لم يصنعها ولا يستطيع التخلي عنها أو يبدلها، فهي تدعمه وترفعه وتساعد على تنمية فضائل قد تكون نادرة في الطبقات العاملة والطبقات الأخرى من غير العسكريين في الأمة. هذه الفضائل: الطاعة، الشجاعة، الإخلاص للواجب حتى الموت، التي ليس لها فرصة للظهور في الحياة المدنية، حيث تنام وتضعف وتتعرض للذبول، ولكن هذه الفضائل تجد أعلى تعبير لها في الحياة العسكرية [3] ...
... [1] الزعيم أندريه مونتانيون - رسالة في الرئاصة والرئيس - ص (105 - 124)، بيروت، 1955. مترجم عن الفرنسية. [2] ديغول: حد السيف، ص (37)، ترجمة أكرم ديري وهيثم الأيوبي - بيروت 1969. [3] اللواء جاك بيريه: الذكاء والقيم المعنوية في الحرب، تعريب أكرم ديري والهيثم الأيوبي، ص 216 - 217، بيروت 1968.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 94