نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 93
تقرير رؤسائه وأقرانه إياه، وبأقليَّة واعية تفهمه، وأن يتذكر أن تعزيز معنويات الجيش وتدعيمها يتوقفان عليه إلى حدٍّ ما.
وعلى القائد أخيراً أن يبرهن عن تجرد تام حيال حرفته، فإذا كان بعض أنواع الطموح مشروعاً بل ضرورياً، فقصر الاهتمام على (الوصول) هو داء وبيل، لأنه يفقد القائد توازنه واتزانه، فيقدم على إيثار مصلحته الخاصة على الصلحة العامة، ويصبح لأفعاله حتى الباهر منها في الظاهر بواعث تجردها من كل قيمة معنوية.
إن مزايا القائد الخلقية لا تتعلق بحرفته وحسب، بل بحياته كإنسان. هل يستطيع أن يحترم مبادئ الصدق والاستقامة والصراحة احتراماً جدياً في الثكنة أو المكتب، حتى إذا غيَّر محيطه أو هندامه بعد ساعات تخلَّى عن هذه المبادئ وتَنكَّر لها؟! وأي قوة إقناع يمكن أن تكون لمربٍّ يخرق اليوم المبادئ التي علَّمها بالأمس؟ وبأي شعور يصغي إلى درسه مستمعون لا يجهلون شيئاً من سقطاته؟ قال (دوبراك): "غبيٌّ هو القائد الذي يحسب نفسه قادراً على كتمان أخبار سقطاته، فالجندي يعرف عنه أكثر مما يعرف عن نفسه. فالأفضل له أن يجتهد بتقويم اعوجاجه وكبح جماح نزواته بدلاً من أن يحاول عبثاً إخفاء ما لا يمكن إخفاؤه". ويقول اللواء الفرنسي (ويغان): "الجندي الفرنسي يتعشق النقد، وهو لا يرحم رؤساءه الذين يكتشف فيهم نقاط الضعف بسرعة ويجعل منها موضوعاً للتندر" [1].
وكم من قائد لا سلطة له ولا نفوذ، لأنه تنكَّب السبيل السوي [1] ما يقال عن الجندي الفرنسي، يقال عن كل جندي في العالم.
نام کتاب : بين العقيدة والقيادة نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 93