responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 521
الساعات الأولى لتولية أمر المسلمين، إذ قال: «يا أيها الناس: إنه ليس بعد نبيكم نبي، وليس بعد الكتاب الذي أنزل عليكم كتاب، فما أحل الله على لسان نبيه فهو حلال إلى يوم القيامة، وما حرم الله على لسان نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة، ألا إني لست بقاض، وإنما أنا منفذ لله، ولست بمبتدع، ولكني متبع، ألا إنه ليس لأحد أن يطاع بمعصية الله عز وجل ... » [1].
ويتضح من هذا، إدراك عمر لمفهوم الحاكمية لله عز وجل، وإنه عازم على تطبيق حكم الله في كل أمر، وأنه منفذ لله، وبذلك يحقق الخلافة في الأرض بتطبيق شرعه في خلقه، وذلك ما يبعث الله الرسل من أجله.
كما كتب - رضي الله عنه - إلى العمال، فقال: «أما بعد: فإن الله بعث محمدا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33] وإن دين الله الذي بعث به محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كتابه الذي أنزل عليه أن يطاع الله فيه، ويتبع أمره، ويجتنب ما نهى عنه، وتقام حدوده، ويعمل بفرائضه, ويحل حلاله ويحرم حرامه، ويعترف بحقه، ويحكم بما أنزل فيه, فمن اتبع هدى الله اهتدى، ومن صد عنه {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [الممتحنة: [1]] وأن من طاعة الله التي أنزل في كتابه أن يفتح لأهل الإسلام باب الهجرة، وأن توضع الصدقات والأخماس على قضاء الله وفرائضه، وأن يبتغي الناس بأموالهم في البر والبحر، لا يمنعون ولا يحبسون» [2].
ففي هذا الكتاب نقل عمر مفهوم مبدأ الحاكمية لله إلى عماله، وأنه يرغب إليهم تطبيق ذلك المبدأ على حقيقته، حيث يتبين أنه عزم أن يكون أي قرار أو إجراء يتخذ في كل أنحاء الدولة، بالنسبة لأي أمر كان، لابد أن يخضع لحكم الله عز وجل وتجري عليه سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبذلك يكون تطبيق هذا المبدأ الأساسي، من قبل كافة الولاة والعمال، في كل أنحاء الدولة الإسلامية، بل

[1] انظر: سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الحكم، ص35، 36.
[2] المصدر نفسه، ص88.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 521
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست