responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 147
والعلم والفهم والإدراك السليم للأمور, مما يدل على إقرار الحكمين في الجملة, وعلى أن خطأ المجتهد لا يقدح فيه, وإن كان الصواب واحدًا, وهو ما قضى به سليمان, ودل قوله: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ" على إظهار ما تفضل الله عليه به في صغره [1].
لقد استنبط العلماء من هذه الآيات كثيرًا من المسائل المهمة نذكر بعضها:
1 - في هذه الآية دليل على جواز رجوع القاضي عما حكم به, إذا تبين له أن الحق في غيره, فقد رجع داود إلى حكم سليمان عليهما السلام.
2 - يرى كثير من الفقهاء أن الحق واحد في أقوال المجتهدين, وليس الحق أو الصواب في جميع أقوالهم, بدليل قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ" فخص سليمان بالفهم, ولو كان الكل مصيبًا لم يكون لتخصيص سليمان عليه السلام بهذا التفهيم فائدة [2].
د- ابتكار في صناعة الأسلحة:
قال تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ"
[الأنبياء:80].
كان داود عليه السلام أول من اتخذ الدروع وصنعها, وتعلمها الناس منه, وإنما كانت صفائح, فهو أول من سردها وحلقها, فأصبحت النعمة عليه نعمة على جميع المحاربين على الدوام أبد الدهر, فلزمهم شكر الله تعالى على النعمة.
وذلك يقتضي الشكر, لذا قال تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ" أي على تيسير نعمة الدروع لكم, وأن تطيعوا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما أمر به, والمراد: اشكروا الله على ما يسر عليكم من هذه النعمة.

[1] انظر: تفسير المنير (17/ 106).
[2] المصدر نفسه (17/ 105).
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست