responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 146
وخواص خلقه, وأن وظيفة القائم بها الحكم بالحق, ومجانبة الهوى, فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية, والعلم بصورة القضية المحكوم بها, وكيفية إدخالها في الحكم الشرعي, فالجاهل بأحد الأمرين لا يصلح للحكم, ولا يحل له الإقدام عليه, وتبين كذلك أن الحاكم ينبغي له أن يحذر الهوى, ويجعله منه على بال, فإن النفوس لا تخلو منه؛ بل يجاهد نفسه, بأن يكون الحق مقصوده [1].
ج- هبة من الله تعالى مباركة وفتح وإلهام:
إن داود عليه السلام كان له كثير من الأبناء والأولاد إلا أن الله خصه بالابن الصالح النبي الملك سليمان عليه السلام, وأثنى الله عليه في كتابه بكونه أوابًا إلى الله عزَّ وجلَّ, كثير الطاعة والعبادة والإنابة إلى الله عز وجل في أكثر الأوقات, ومن مزيد فضل الله على عبده داود أن وهبه سليمان الذي ورث عنه الملك والنبوة.
قال تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص:30].
لقد أكرم الله تعالى سليمان عليه السلام بالملك والنبوة وأعطاه الفهم الثاقب,
والرأي السديد, ورجاحة العقل.
ومما يدلنا على ذلك قوله تعالى:
{وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ - فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: 78, 79].
إن الآيات الكريمة تبين قصة زرع رعته ليلاً غنم لآخرين, وكان الله عليمًا شاهدًا بما حكم به داود وسليمان, لا تخفى عليه خافية, ولكنه تعالى أفهم سليمان القضية والحكمة والفتوى الصحيحة الراجحة فكان رأيه هو الأصوب, مع أنه سبحانه آتى كلاً من داود وسليمان النبوة وحسن الفصل في الخصومات

[1] انظر: تفسير السعدي الذي جمع في مجلد واحد ص660.
نام کتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست