نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 54
البقرة/30. هو آدم - صلى الله عليه وسلم - [1]. وهو قول ابن عبَّاس [2]، والسدي [3]، وابن مسعود [4]، ومجاهد [5]. حتى أنَّ القرطبي لم يجعل الخلافة عن الله لداود - صلى الله عليه وسلم -، فقال عند تفسير قوله - عز وجل -: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} ص/26. أَيْ خليفةً عمَّن قبله من الأنبياء [6]. وردَّ عليه ابنُ كثير فقال: «ليس المراد بالخليفة ها هنا آدم فقط كما يقوله طائفة من المفسِّرين، وعزاه القرطبُّي - والقول لابن كثير - إلى ابن عبَّاس وابن مسعود وجميع أهل التأويل، وفي ذلك نظر، بل الخلاف فيه كثير حكاه الرازي في تفسيره وغيره» اهـ [7].
ومما يُستَدَلُّ به لهذا الرأي الحديثُ المرويُّ عن أبي سعيد الخدريِّ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثمَّ احتج آدم وموسى عليهما السَّلام فقال موسى: أنت خليفة الله خلقك بيده ... الخ» [8].
ب) القسم الثاني: يقول: إنَّ آدم وداود هما خليفتا الله - عز وجل -، ولا يُسمَّى أحدٌ خليفةَ الله بعدهما، استدلالاً بآية البقرة وآية (ص) السابقتين، لأن لفظ (خليفة) لم يرد في القرآن إلا في هذين الموضعين، وهو رأي النووي [9] ...................................... [1] البرهان في علوم القرآن للزركشي: 1/ 156. تفسير البغوي: 1/ 60. [2] تفسير البغوي: 1/ 60. تفسير الرازي: 2/ 181 - 182 مجلد 1. تفسير القرطبي: 1/ 263، 312. [3] تفسير الرازي: 2/ 181 - 182 مجلد 1. فتح الباري لابن حجر: 6/ 364. [4] زاد المسير لابن الجوزي: 1/ 60. تفسير الرازي: 2/ 181 - 182 مجلد 1. [5] زاد المسير لابن الجوزي: 1/ 60. [6] تفسير القرطبي: 15/ 188. وكذا قال الواحدي في تفسيره: 2/ 922. [7] تفسير ابن كثير: 1/ 216. وانظر تفسير الرازي: مج 1 2/ 181. وانظر ترجمة ابن كثير في فهرس التراجم رقم (12). [8] مسند عبد بن حميد: 1/ 295 رقم (449) عن أبي سعيد الخدري بسند ضعيف فيه أبو هارون العبدي، عمارة بن جوين، قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 111: متروك. وقال ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 78: متروك. والحديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة بلفظ: (أنت آدم) بدل (أنت خليفة الله). انظر: صحيح البخاري: 3/ 1251 كتاب أحاديث الأنبياء، باب وفاة موسى، رقم (3228). صحيح مسلم: 4/ 2043 وما بعدها، كتاب القدر، باب حجاج آدم موسى رقم (2652) عن أبي هريرة. [9] مغني المحتاج للخطيب الشربيني: 4/ 132 وقال: هو رأي المصنف في شرح مسلم، ولم أجده فيه. وقال القلقشندي في مآثر الإنافة 1/ 15: «ذكر الشيخ محي الدين النووي رحمه الله في كتابه الأذكار نحوه وقال ينبغي أن لا يقال للقائم بأمر المسلمين خليفة الله». وكذا عزاه النووي أيضاً في كتابه روضة الطالبين: 10/ 49 إلى أواخر كتابه الأذكار ولم أجده في هذا الكتاب.
نام کتاب : تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا نویسنده : محمد خلدون مالكي جلد : 1 صفحه : 54