وعلى الوجه المناسب، بخلاف عدم الصبر الذي يوقع في التسرع والعجلة، فيضع الداعية الأشياء في غير مواضعها، ويتصرف فيخطئ في تحديد الزمان، ويسيء في طريقة التنفيذ، وربما يكون صاحب حق فيكون مفسداً، ولو أنه اعتصم بالصبر لسلم من ذلك كله بإذن الله تعالى [1]، وبهذا يتضح أن الصبر ضروري للداعية يتسلح به ويتصف به في محاور ثلاثة:
المحور الأول: الصبر على طاعة الله والدعوة إليه.
المحور الثاني: الصبر عن محارم الله.
المحور الثالث: الصبر على أقدار الله المؤلمة.
وكل هذه المحاور الثلاثة لها ارتباط وثيق بوظيفة الدعوة إلى الله - عز وجل -؛ لأنها تجعل الداعية قدوة حسنة لغيره من الناس [2].
السابع عشر: الصبر ذو مقام كريم وخلق عظيم؛ ولهذا قرنه الله بالقيم العليا في الإسلام، ومن هذه القيم التي قرنه بها ما يأتي:
1 - قرنه باليقين {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [3].
2 - ربطه الله تعالى بالشكر في أربع سور {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ [1] انظر: عدة الصابرين لابن القيم، ص140،والأخلاق الإسلامية وأسسها للميداني،2/ 305،و329. [2] انظر: المرأة المسلمة المعاصرة، إعدادها ومسؤوليتها في الدعوة، للدكتور: أحمد أبا بطين،
ص210. [3] سورة السجدة، الآية: 24.