يواجه أحدًا بما يكره - فلما خرج، قالت عائشة: يا رسول الله، قلت ما قلت فلما دخل ألنت له القول، فقال: «إن من شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه» (1)
وينقل عن الحسن البصري، أنه قال: ليس لفاسق غيبة. [2] وهذا لا يصح مرفوعاً، وأيضا في ثبوته عن الحسن مقال، ولو صح لكان محمولاً على المجاهر.
فمثلاً قول فلان مغني فهذا ليس من الغيبة، وأما إذا كان يستتر في معصيته كمن يشرب الدخان ولا يظهره عند الملأ، بل يأنف من ذلك
(1) أخرجه أحمد (رقم: 24152) والبخاري (رقم: 5685) ومسلم (رقم: 2591) وأبو داود (رقم: 4795) والترمذي (رقم: 1996) وفي لفظ البخاري: عن عائشة: «أنَّ رجلا استأذنَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رآه، قال: «بئس أخو العشيرة- وبئس ابن العشيرة -» فلما جلس تَطَلَّق النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهه، وانبسط إِليه، فلما انطلق، قلت: يا رسول الله! حين رأيتَ الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلّقت في وجهه وانبسطتَ إِليه؟ فقال: «يا عائشة، متى عَهِدْتيني فَحَّاشا؟ إِنَّ مِنْ شَرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة: من تركه الناس اتِّقاء شره»
وعند أبي داود: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاس الذين يُكْرَمُونَ اتقاء ألسنتهم». [2] أخرجه الطبراني (رقم: 1011) والبيهقي في الشعب (رقم: 9665) من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس للفاسق غيبة» قال الهيثمى (1/ 149): فيه العلاء بن بشر، ضعفه الأزدي، وأورده ابن حبان في الثقات (رقم: 14687) وقال: يروى عن ابن عيينة روى عنه جعدية بن يحيى المناكير. وقال الحافظ: والعلاء بن بشر هذا لا يعرف وله تمام خمسة أحاديث لا يتابع عليها. اللسان (رقم:480).