responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بلوغ الغاية من تهذيب بداية الهداية نویسنده : وائل حافظ خلف    جلد : 1  صفحه : 119
عظيمة إن وفقت لها، وهو: أن تشاهد من خبائث أحواله وأفعاله ما تستقبحه فتجتنبه، فالسعيد من وُعظ بغيره، و ((المؤمن مرآة أخيه، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه)) [1] كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ويُروى أن نبي الله عيسى -على نبينا وعليه الصلاة والسلام - قيل له: مَن أدبك؟ فقال: ((ما أدبني أحد ولكن رأيت جهل الجاهل فاجتنبته))، ولقد صدق على نبينا وعليه الصلاة والسلام. فلو اجتنب الناس ما يكرهونه من غيرهم؛ لكملت آدابهم واستغنوا عن المؤدبين.
واعلم أنك إن طلبت منزهًا من كل عيب لم تجد، ومَن غلبت محاسنه على مساويه فهو الغاية،
ويعجبني ما ورد في كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني (3/ 237) عن الشاعر بَشَّار بن برد، قال:
إذا كنت في الأمور معاتبًا ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبُهْ
فعش واحدًا أو صِلْ أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجانبُهْ
إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربُهْ؟

الوظيفة الثانية: مراعاة حقوق الصحبة

فمهما انعقدت الشركة وانتظمت بينك وبين شريكك الصحبة، فعليك حقوق يوجبها عقد الصحبة، وفي القيام بها آداب. وقد قال سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: ((مثل الأخوين مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى)) [2].

[1] أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (239)، وأبو داود (4918) وحسن إسناده الزين العراقي رحمه الله كما في "فيض القدير" (6/ 333)، وحسنه أيضًا تلميذه الحافظ ابن حجر رحمه الله في "بلوغ المرام" (1432).
[2] أورده الإمام الغزالي رحمه الله في الأصل وكذا في "الإحياء" جازمًا بنسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -! وقال الحافظ العراقي رحمه الله: "رواه السلمي في "آداب الصحبة"، وأبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أنس. وفيه أحمد بن محمد بن غالب الباهلي كذاب. وهو من قول سلمان الفارسي في الأول من "الحزبيات" ا. هـ قلت: (وائل): وقد روى ابن المبارك في "الزهد" (874) بسند صحيح عن سليمان وهو ابن مهران الأعمش رحمه الله قال: ((مثل الذي يشكو إلى أخيه كمثل الذي يغسل إحدى يديه بالأخرى)).
نام کتاب : بلوغ الغاية من تهذيب بداية الهداية نویسنده : وائل حافظ خلف    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست