نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 358
وهذا طريق النار. من خرج من بيته وكان سليم الرّجلَين يستطيع أن يمشي إلى المسجد ويستطيع أن يمشي إلى الخمارة، فأين الإكراه؟
يقول جول سيمون: "أنا مخيَّر وأنا أريد أن أرفع يدي، فمن يراهنني على أني لا أستطيع رفعها؟ "، فإذا قدرت على رفعها أقدر أن أرفعها لأنقذ غريقاً أو لأغرق بريئاً، فهل العملان سواء؟ لا، ليس الإنسان مسيَّراً بل هو حرّ مختار يصنع ما يشاء، ولكن في حدود البشرية. السيارة تمشي، ليست كالصخرة الراسية، ولكنها تمشي في الطريق المعبَّد وبالسرعة المحدّدة، لا تصعد درَج العمارة ولا تسابق «البوينغ». وأنا مخيَّر ولكن لا أقدر أن أجعل أنفي أجمل ولا قامتي أطول ولا أن أجعل أمسي يعود [1].
الإنسان مثل الزورق في البحر، يسيّره راكبه، يحدّد وجهته ويعيّن غايته، ولكن قد تأتي موجة عالية أو ريح عاتية، فتوجهه جهة لا يريدها إلى غاية لا يقصدها.
في يدي الآن ورقة مصفرّة من القِدَم مكتوب فيها: «المملكة المصرية، دار العلوم العليا، نادي التمثيل والموسيقى، نمرة مسلسلة (70)، وصل من حضرة العضو محمد علي طنطاوي مبلغ 10 قروش صاغ قيمة اشتراكه عن شهر أكتوبر سنة 1929، تحريراً في 15 أكتوبر سنة 1929. الخاتم الرسمي، أمين الصندوق محمد علي الضبع». [1] راجع كتابي «تعريف عام بين الإسلام» (فصل الإيمان بالقدر).
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 358