نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 228
وكانوا يمدّون السّماط ويأكلون على الأرض. أما الشاي فلا ينقطع فيُنصَب «السّماوَر» ويقوم أحد الضيوف بإعداده. وكان عمّي الشيخ عبد القادر رحمه الله «يلقّم» الشاي الأخضر (وما كنا نشرب غيره) ثم يذوقه، فيعدّله ثم يذوقه، حتى إذا ذهب نصف «البرّاد» زاده ماء وقدّمه للحاضرين!
وكانت الدار مفروشة فرشاً دون فرش الأغنياء ولكنه فوق فرش الأوساط من أمثالنا، والخير كثير والمؤونة والفاكهة و «النقل» لا تأتي إلا بالأكياس أو الصناديق.
فما مضت من شعبان إلا أيام حتى مرض أبي، وكان ضعيف الجسد. أما صحتنا أنا وإخوتي فجيّدة بفضل من الله أولاً وأخيراً، ثم بالإرث من جدّي (إن صحّ قانون ماندل في الوراثة)، وقد كان قوياً بالغ القوة متين البنيان، ومن أمي وكانت -بحمد الله- صحيحة الجسم، ما رأيتها مرضت يوماً.
وما كان في دارنا تلك على سعتها غرفة تملؤها أشعة الشمس، وهو محتاج في مرضه إليها، فجاء أحد تلاميذه وهو السيد كامل بكر فأخذه إلى داره، وهي قريبة منا، يمرّضه فيها. وكان تلاميذه: الشيخ هاشم الخطيب وأخوه الشيخ عبد الرحمن، والشيخ محمود العقاد، والشيخ محمود الحفار وأخوه الشيخ عبد الرزّاق، والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت، وبعض من إخوانه كالشيخ موسى الطويل، وبعض تلاميذه في التجارية من الأطباء: ابن خاله الدكتور طاهر الطنطاوي والدكتور سهيل الخياط والدكتور محمد سالم، وبعض من كان معه في ديوان المحكمة
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 228