نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 187
ولا أعرف أنا ممّن نالها إلاّ الشيخ رضا الزعيم، وهو رجل يستحقّ أن أقف عليه وقفة قصيرة، فقد كان صادقاً مع الله، صدّاعاً بالحق، جريئاً جرأة نادرة المثيل، وكذلك كان ولداه: الولد الصالح هو الصديق الداعي إلى الله الشيخ صلاح الدين رحمه الله، والولد الـ ... وهو «المشير ...» حسني الزعيم، الذي ابتدع في بلاد العرب بدعة الانقلابات العسكرية سنة 1949، وإن كان قد سبقه الفريق بكر صدقي في بغداد سنة 1936 بانقلاب جزئي غير كامل. وقد حضرت الانقلابَين، وربما تكلمت عنهما.
شارك الشيخ رضا في حرب «الترعة» لمّا أعدّ جمال باشا -بأمر جماعته الاتحاديين وضغط حلفائهم الألمان- حملة حشد لها ما استطاع من العَدد والعُدد لاجتياز «ترعة السويس» وتحرير مصر من الإنكليز. خطب الشيخ رضا الجندَ وذكّرهم الله، ودعاهم ليصحّحوا نياتهم في الجهاد. وتلك سنّة المسلمين قبل كل معركة ليخوضها الجندي على بصيرة، فإذا مات لم يخسر الدنيا بالموت حتى يكون قد ربح الجنة بالشهادة.
وهذا ما يجب أن يعرفه كل جندي مسلم وكل فدائي وكل من يتعرض للمنايا، ينال إن ظفر الثواب ويحظى إذا قُتل بالشهادة. وليس الشهيد الذي يقاتل لمجرد استرداد البلد السليب ولا الذي يموت خدمة للعَلَم ولا تضحية للوطن ولا دفاعاً عن مجد العروبة، بل الذي يقاتل لإعلاء كلمة الله ويموت في سبيل الله. ولو كان هذا قولي أنا لما ألزم أحد منكم باتباعه، ولكنه قول من يُلْزَمُ باتباعه كل واحد منكم: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي جلد : 1 صفحه : 187