responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 142
الدنيا في صندوق؟ لقد عشت فيه من الصف السابع إلى الثاني عشر، ما تأخرت ولا رسبتُ، ولكنها لم تكُن ست سنين إلاّ بحساب التقويم المعلّق على الجدار، وهل يُقاس عمر الإنسان بالأشهر والأعوام؟
إن ليلة الصيف تمتدّ في تقدير عقارب الساعة عشرَ ساعات، سواء في ذلك ليل العاشق الناعم بالوصال وليل السجين المكبّل بالأغلال، مع أن ليلة الوصال في الحقيقة لحظة ولحظة العذاب دهر طويل؛ أليست هذه هي نظرية النسبية؟ لقد سرقها آينشتاين من ابن زيدون حين قال:
إنْ يَطُلْ بَعدَكِ ليلي فلَكم ... بِتُّ أشكو قِصَرَ الليلِ معكْ
ستّ سنين، ولكن كانت هي العمر.
كان مكتب عنبر في دمشق القديمة، في محلة تُسمّى «الخراب» في السوق الطويل الذي يصل باب الجابية (الذي طالما ذُكر في تاريخ الفتوح) بالباب الشرقي الذي دخل منه خالد بن الوليد أعظم قُوّاد التاريخ القديم يوم الفتح: فتح دمشق. وقد ورد في الأثر بأن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان عند المنارة البيضاء، عند هذا الباب.
وهذا السوق هو الشارع المستقيم المذكور في التوراة، أما اسم «الخراب» فلأن تيمور لنك قد خرّب هذا الحيّ مع ما خرّب من دمشق، وكثيراً ما رأيت الناس يحفرون في الأرض فيظهر بلاط الدار التي هُدمت، وتبدو البركة التي كانت فيها على عمق عشرة أذرع.

نام کتاب : ذكريات نویسنده : الطنطاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست