وقولهم: ((إذاً نكثر)): ((أي إذا كان الدعاء لا يُردّ منه شيء، ولا يخيب الداعي في شيء منه، نكثر الدعاء لعظيم فوائده)) [1].
8 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ)) [2].
والمراد بقوله: ((أكرم)): ((أي أسرع ميلاً، وأنفع تأثيراً، وأكثر فضلاً)) [3]؛ لما فيه من التذلل، والانكسار، والاعتراف بقوة اللَّه تعالى، وكمال قدرته، وغناه، ودلّ هذا الحديث أيضاً على فضل الدعاء، وعلو منزلته؛ لأنه يجتمع فيه من أنوع التعبد ما لا يجتمع في غيره، حيث لم توصف عبادة بهذا اللفظ سواه، فينبغي للعبد أن يلازمه، ويكثر منه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وبيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الدعاء سبب للأمان من غضب اللَّه تعالى.
9 - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ)) [4]. [1] الفتوحات الربانية، 7/ 265. [2] سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باب ما جاء في الدعاء، 5/ 455، برقم 3370، وسنن ابن ماجه، كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، 2/ 1259، برقم 3829، ومسند الإمام أحمد، 14/ 360، برقم 8748، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/ 138. [3] شرح السندي على ابن ماجه، 4/ 262، ورش البرد شرح الأدب المفرد، ص 369. [4] سنن الترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باب منه، 5/ 553، 3373، والأدب المفرد للبخاري، ص 229، ومسند أبي يعلى، 12/ 10. وقال عنه الألباني في صحيح الترمذي: ((صحيح)).