المقصد الجليل، وأهمّيته في سؤال اللَّه تعالى، وأن الاستعاذة جاءت في الكتاب والسنة بأوجز لفظ وأجمعه وأكمله، وأدله على المراد. ...
المفردات:
أعوذ: أي ألتجئ وأتحصّن ((لأن لفظ (عاذ) وما تصرّف منه يدل على الحرز والتحصّن والنجاة، وحقيقة معناه: الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه)) [1].
همزات: جمع هَمْزَ: والهمز في اللغة: النخس والدفع [2]، والمقصود هنا: وساوس الشياطين، وجميع إصاباتهم وأذاهم لبني آدم.
الشرح:
خلق اللَّه - سبحانه وتعالى - بحكمته الشرّ في هذه الدار، وخلق أعظم الشرّ، ومنبعه، وأصله، وأعظم أسبابه، وهو الشيطان الرجيم، تتسامى في ذلك الحكم العظيمة، من الابتلاءات المتنوعة الكثيرة، فيزداد الذين اهتدوا هدى، ويضل اللَّه الظالمين بضلالهم. فلما كانوا يروننا ولا نراهم كما قال تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [3] أمرنا بالاستعاذة بربنا - جل جلاله - الذي يراهم ولا يرونه أن يقينا هذا الشرّ الخطير.
{وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ}: أي اسأل اللَّه تعالى أن يعصمك، ويحميك بجنابه العظيم؛ لما له من الأسماء الحسنى، والصفات [1] بدائع الفوائد، 2/ 200. [2] تفسير القرطبي، 6/ 8452. [3] سورة الأعراف، الآية 27.