العُلا الجليلة.
{مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}: ((همزاتهم: دفعهم الوساس، والإغواء في القلب)) [1]، وجمعهم دلالة على كثرتها وتنوّعها، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ من أنواع شرور الشيطان كلِّها: ((أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ: مِنْ نَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ، وَهَمْزِهِ)) ثم فسر هذه المعاني بعض رواة الحديث فقال: ((نَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ، وَهَمْزُهُ: الْمُوتَةُ)) [2]، والموتة هي تشبه الجنون، لكن الذي ((يظهر: أن همزات الشياطين إذا أُفردت دخل فيها جميع إصابتهم لابن آدم، وإذا قُرنت بالنفخ والنفث كان نوعاً خاصاً)) [3].
وقوله: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}: كرّر التوسل بربوبيته زيادة في التضرّع، والتوسل به تعالى من شرورهم؛ لشدّة خطرهم وأذاهم لبني آدم، أي أحتمي بك يا ربي أن يحضرني الشيطان في [1] إغاثة اللهفان، 1/ 154. [2] أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، برقم 764، سنن الترمذي، كتاب الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، برقم 242، ابن ماجه، كتاب الصلاة، باب الاستعاذة في الصلاة، برقم 807، سنن الدارقطني، كتاب الصلاة، باب الاستفتاح بعد التكبير، 1/ 289، مسند أحمد، 6/ 378، برقم 3828، ورقم 3830، و11473، و16739، و16740، و16760، و16784، 22179، 25226، وابن حبان، 5/ 78، وصحيح ابن خزيمة، 1/ 238، ومصنف عبد الرزاق، 2/ 82، ومصنف ابن أبي شيبة، 1/ 231، والحاكم، 1/ 207، وسنن البيهقي الكبرى، 2/ 34، والمعجم الكبير للطبراني، 2/ 134، برقم 1568، والدارمي، 1/ 94، ومسند أبي يعلى، 2/ 358، وحسّنه الألباني في إرواء الغليل، 2/ 51 - 54. [3] إغاثة اللهفان، 1/ 154 - 155.