وهناك نوع آخر، وهو الاستعاذة: ويأتي على نوعين:
1 - شرّ موجودٌ بالفعل، فهذا يطلب رفعه وإزالته، أو تخفيفه مثل: ((أعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ ما أجِدُ وأُحَاذِرُ)) [2]. 2 - شرٌّ يخاف وقوعه في المستقبل، فإنه يطلب منعه، مثل: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَعَذَابِ الْقَبْرِ)) [3]، فالاستعاذة يجب أن يعلم أنها خاصة بدفع الضرر الحاصل أو المتوقع، كما أن الخير المطلق نوعان كذلك:
1 - خيرٌ موجود بالفعل، فهذا يطلب دوامه وثباته، وأن لا يُسلب ولا يزول.
2 - خيرٌ معدوم، فهذا يطلب وجوده، وحصوله، ووقوعه.
فهذه أربعة هي أمهات مطالب السائلين من رب العالمين، [1] البخاري، كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام، برقم 834، مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، برقم 2705. [2] مسلم، كتاب السلام، باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء، برقم 2202، وابن ماجه، كتاب الطب، باب ما عَوَّذ به النبي - صلى الله عليه وسلم - وما عُوِّذ به، برقم 3522، واللفظ له. [3] أحمد، 16/ 147، برقم 10180، والترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، برقم 3494، والنسائي، كتاب السهو، نوع آخر، برقم 1310، والبيهقي في الكبرى، 2/ 154، برقم 2998، والحاكم، 1/ 533، والبزار، 2/ 175، وقال محققو مسند الإمام أحمد، 16/ 147: ((إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي عائشة، فمن رجال مسلم)).