نام کتاب : عدة المريد الصادق نویسنده : زروق، شهاب الدين جلد : 1 صفحه : 93
بأذكار ولا غيرها، إذ ذكر العشي إنما الوارد فيه بعد العصر مطلقا، أو المغرب [1] بأذكار خاصة معلوم ورودها عند أئمة الإسلام، ففي الخبر يقول الله تعالى: "ابن آدم اذكرني ساعة بعد الصبح وساعة بعد العصر أكفك ما بينهما" [2] إلى غير ذلك.
وقد أهملوا ذكر ما بعد العصر أظنه لوجود الشغل لأنهم أبدلوه بما بعد المغرب، فيكون مخالفة للوارد والله أعلم، فأما آخر الليل فسنته التضرع والابتهال ووجود الدعاء والاستغفار، فهو وقت المناجاة كما أشارت إليه آيات الكتاب العزيز والسنة المطهرة، في قوله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن الضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا} [3] وقوله تعالى: {والمستغفرين بالأسحار} [4] {وبالأسحار هم يستغفرون} [5] إلى غير ذلك، وقال (ص): "ينزل ربنا إلى سماء الدنيا، هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه" [6] الحديث. [1] خرج ابن السني عن أم سلمة: كان رسول الله (ص) إذا انصرف من صلاة المغرب يدخل فيصلي ركعتين، ثم يقول فيما يدعو: "يا مقلب القلوب والأبصار، ثبت قلوبنا على دينك"، الأذكار ص 33. [2] في الإحياء 1/ 343: وروى الحسن أن رسول الله (ص) كان فيما ذكر، من رحمة ربه يقول: "إنه قال: بابن آدم، اذكرني بعد صلاة الفجر ساعة ... " الحديث، عزاه العراقي إلى ابن المبارك في الزهد مرسلا، وذكره السبكي في أحاديث الإحياء التي لم يجد لها إسنادا، وعقد لها فصلا طويلا في طبقات الشافعية الكبرى عند ترجمة الشيخ الغزالي 4/ 152. [3] السجدة 16. [4] آل عمران 14. [5] الذاريات 18. [6] الحديث في البخاري من رواية أبي هريرة (ض)، أن رسول الله (ص) قال: "ينزل ربنا إلى المساء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الأخير، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ "، وقد أشار الحافظ إلى الرواية التي ذكرها المؤلف بلفظ: هل من تائب فأتوب عليه، من رواية سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة، وقد خرجها مسلم 1/ 522.
نام کتاب : عدة المريد الصادق نویسنده : زروق، شهاب الدين جلد : 1 صفحه : 93