وعن جرير -رضي الله عنه- مرفوعًا: ((ما من قوم يكونوا بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعز منه وأمنع لم يغيروا عليه إلا أصابهم الله -عز وجل- بعذاب)).
وعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: "يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (المائدة: 105)، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الناس إذا رأوا الظالم، فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمَّهم الله تعالى بعذاب منه)) ".
وعن عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن حارثة، عن أبي أمية الشعباني، عن أبي ثعلبة أنه سأل عنها -أي: عن هذه الآية- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((بل ائتمروا بالمعروف وانتهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحًّا مطاعًا، وهوًى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه؛ فعليك بنفسك، ودع عنك العوم، فإن من ورائكم أيامًا الصبر فيهنَّ مثل القبض عن الجمر، للعامل فيهنَّ أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عملكم، قيل: يا رسول الله أجر خمسين رجلًا منا أو منهم؟ قال: لا بل أجر خمسين منكم)).
ولأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من حديث حذيفة: ((فتنة الرجل في أهله، وماله، ونفسه، وولده، وجاره يكفرها الصلاة، والصيام، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)).
وعن أبي البحتري قال: أخبرني من سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم)).
يقال: أعذر فلان من نفسه إذا أمكن منها، يعني: أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فيستوجبون العقوبة، ويكون لمن بعدهم عذر، كأنهم قاموا