نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 598
أن يصدوا محاولة عكرمة ابن أبي جهل، بل تصدى علي لبطل قريش عمرو بن عبد ود وقتله [1]، وكانت هناك مجموعة من الأنصار تقوم بحراسة النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة على رأسهم عباد بن بشر - رضي الله عنه -، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو القائد الأعلى وهو المشرف المباشر على إدارة المعركة فهو الذي يرسم الخطط ويراقب تنفيذها فهو الذي:
أ- أمر بحفر الخندق بعد أن تمت المشاورة في ذلك، فاختار مكانًا مناسبًا لذلك, وهي السهول الواقعة شمال المدينة، إذ كانت هي الجهة الوحيدة المكشوفة أمام الأعداء.
ب- قسَّم أعمال حفر الخندق بين الصحابة، كل أربعين ذراعًا لعشرة من الصحابة، ووكل بكل جانب جماعة يحفرون فيه.
ج- سيطر صلى الله عليه وسلم على العمل، فلا يستطيع أحد ترك عمله إلا بإذن منه صلى الله عليه وسلم.
د- قسم صلى الله عليه وسلم واجبات احتلال الموضع بنفسه, بحيث تستمر الحراسة على كل شبر من الخندق ليلاً ونهارًا، ثم إنه صلى الله عليه وسلم كان يقوم بمهمة الإشراف العام على الجند بتشجيعهم ورفع معنوياتهم.
هـ- استطاع صلى الله عليه وسلم لما يتمتع به من حنكة وبراعة سياسية مستمدة من شخصيته النبوية أن يمسك بزمام الأمور، وينقذ المؤمنين من الموقف الحرج الذي حدث لهم عندما وصلت الأحزاب إلى المدينة، وأصبح الخطر يهدد المدينة وما حولها [2] , فقد توحدت قيادة المسلمين تحت زعامته صلى الله عليه وسلم, فكان ذلك من أسباب كسب المعركة والفوز بها.
* * *
المبحث الثاني
اشتداد المحنة بالمسلمين
مع أن المسلمين أخذوا بكافة الاحتياطات في تأمين جبهتهم الداخلية, ومحاولة الدفاع عن الإسلام والمدينة من جيش الأحزاب الزاحف, إلا أن سنة الله الماضية لا نصر إلا بعد شدة، ولا منحة إلا بعد محنة، وكلما اقترب النصر زاد البلاء والامتحان، وقد ازدادت محنة المسلمين في الخندق لأمور:
أولاً: نقض اليهود من بني قريظة العهد ومحاولة ضرب المسلمين من الخلف:
كان المسلمون يخشون غدر يهود بني قريظة الذين يسكنون في جنوب المدينة فيقع المسلمون حينئذ بين نارين، اليهود خلف خطوطهم، والأحزاب بأعدادهم الهائلة من أمامهم، [1] انظر: فقه السيرة لمنير الغضبان، ص504. [2] انظر: القيادة العسكرية في عصر الرسول، ص11.
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 598