responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 596
يكون له أثر في تراجعه عن القتال؛ وبذلك تنزل الكارثة بالجميع [1].
2 - ومن الأمور التي ساهمت في تقوية وتماسك الجبهة الداخلية مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم جنده أعباء العمل، فقد شارك الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة في العمل المضني, فأخذ يعمل بيده الشريفة، في حفر الخندق، فعن ابن إسحاق قال: سمعت البراء يحدث قال: لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشعر [2].
فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة بهمة عالية لا تعرف الكلل، فأعطى القدوة الحسنة لأصحابه حتى بذلوا ما في وسعهم لإنجاز حفر ذلك الخندق.
3 - وكان صلى الله عليه وسلم يشارك الصحابة -رضي الله عنهم- في آلامهم وآمالهم، بل كان يستأثر بالمصاعب الجمة دونهم, ففي غزوة الأحزاب نجد أنه صلى الله عليه وسلم كان يعاني من ألم الجوع كغيره، بل أشد، حيث وصل به الأمر إلى أن يربط حجرًا على بطنه الشريف من شدة الجوع [3] , ثم إنه صلى الله عليه وسلم شاركهم في آمالهم فحين وجد ما يسد رمقه بعد هذا الجوع الذي استمر ثلاثًا، لم يستأثر بذلك دونهم, وهذا ما سوف نعرفه بإذن الله عند الحديث عن وليمة جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -.
4 - رفع معنويات الجنود وإدخال السرور عليهم: اقترن حفر الخندق بصعوبات جمة، فقد كان الجو باردًا، والريح شديدة والحالة المعيشية صعبة، بالإضافة إلى الخوف من قدوم العدو الذي يتوقعونه في كل لحظة، ويضاف إلى ذلك العمل المضني، حيث كان الصحابة يحفرون بأيديهم وينقلون التراب على ظهورهم، ولا شك في أن هذا الظرف بطبيعة الحال يحتاج إلى قدر كبير من الحزم، والجد، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينسَ في هذا الظرف أن هؤلاء الجند إنما هم بشر كغيرهم، لهم نفوس بحاجة إلى الراحة من عناء العمل، كما أنها بحاجة إلى من يدخل السرور حتى تنسى تلك الآلام التي تعانيها فوق معاناة العمل الرئيسي. ولهذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل التراب:
اللهم لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأعادي قد بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا
ثم يمد صوته بآخرها [4].

[1] انظر: غزوة الأحزاب، د. محمد عبد القادر أبو فارس، ص98.
[2] انظر: البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الأحزاب، (5/ 57) رقم 4106.
[3] انظر: غزوة الأحزاب، د. محمد أبو فارس، ص116، 117.
[4] البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق (5/ 57) رقم 4106.
نام کتاب : السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 596
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست