(ص) ويسجد أهل بلادهم جميعا نحو هذه الكعبة عابدين لله تعالى.
معشر المسلمين! لابد لفتح أمة أو قهرها بالسيف أن يكون لدى المهاجمين رجال عرفوا بقوة السيف والبطش، حتى يضطر الناس لترك دينهم خوفا منهم.
وهنا نتساءل: كيف انقاد للنبي (ص) شجعان أقوياء مثل ضرار بن الأزد وشرحبيل بن حسنة وعدي بن حاتم وعكرمة بن أبي جهل ومقداد بن الأسود الكندي والمقدام بن معدي كرب وخالد بن الوليد والزبير بن العوام وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
وكيف استولى على سيوفهم راعي الغنم اليتيم الفقير والذي لا يملك سلاحا؟
لاشك أن الشجعان المذكورين لم يتركوا دينهم خوفا على أرواحهم ولم ينقادوا للنبي (ص) خوفا من السيف، وهكذا يتضح أن النبي (ص) كان يملك قوة تقهر الشجعان وتسخر الأبطال، ومن هنا لم يكن في حاجة إلى إعمال السيف ضد الثعالب والذئاب.
والتفكر في هذا الأمر يدل بكل وضوح على أن قول النبي (ص) ((العلم سلاحي)) مظهر حقيقة لا ترد.
والنجاح الذي حققه النبي (ص) كانت وسيلته العلم الذي منحه الله إياه.
العلم الذي يبدد الظلمة ويخرج السائرين فيها إلى النور.
العلم الذي ينور الأبصار ويبصر القلوب.
العلم الذي ينطبق عليه قوله تعالى:
{هذا بصائر للناس} (الجاثية: 20).
9 - والصبر ردائي: ورد لفظ ((الصبر)) في القرآن الكريم في تسعين موضعا، وقد أثنى الكتاب الحميد على الصبر بست عشرة طريقة نذكرها بإيجاز:
أولا: أن الله تعالى أمر بالصبر فقال: {قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا} (الأعراف: 128). {واستعينوا بالصبر والصلاة} (البقرة: 45). {اصبروا وصابروا} (آل عمران: 200). {واصبر وما صبرك إلا بالله} (النحل: 127).