وأما السابع ففي رواية البخاري: (عمارة بن الوليد) [1].
80 - ومن حديث عبد الله بن مسعود أيضًا قال:
"بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد وأبو جهل بن هشام، وشيبة وعتبة ابنا ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف، ورجلان آخران كانوا سبعة، وهم في الحجر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فلما سجد وأطال السجود، فقال أبو جهل: أيكم يأتي جزور بني فلان فيأتينا بفرثها، فنكفئه على محمد - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق أشقاهم عقبة بن أبي معيط، فأتى به فألقاه على كتفيه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجد قال ابن مسعود: وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم، ليس عندي منعة تمنعني، فأنا أذهب إذ سمعتُ فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبلت حتى ألقت ذلك عن عاتقه، ثم استقبلت قريشًا تسبهم، فلم يرجعوا إليها شيئًا.
ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه كما كان يرفع عند تمام السجود، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته قال: (اللهم عليك بقريش ثلاثًا، عليك بعتبة وعقبة وأبي جهل وشيبة)، ثم خرج من المسجد، فلقيه أبو البختري بسوط يتخصر به، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنكر وجهه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: خل عني، قال: علم الله لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك، فلقد أصابك شيء، فلما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه غير مخلّ عنه أخبره، فقال: (إن أبا جهل أمر فطرح عليّ فرث)، قال أبو البختري: هلَّم إلى المسجد.
فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو البختري فدخلا المسجد، ثم أقبل أبو البختري إلى أبي جهل فقال: يا أبا الحكم أنت الذي أمرت بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، فطرح عليه الفرث قال: نعم. قال فرفع السوط فضرب به رأسه، قال: فثار الرجال بعضها إلى بعض، قال: وصاح أبو جهل: ويحكم هي له، إنما أزاد محمَّد أن يلقي بيننا العداوة،
= جزور: ناقة.
سلا: اللفافة: التي يكون فيها الولد في بطن الناقة، وسائر الحيوان، وهي من الآدمي المشيمة.
أشقى القوم: عقبة بن أبي معيط.
استضحكوا: حملوا أنفسهم على الضحك والسخرية، ثم أخذهم الضحك جدًّا، فجعلوا يضحكون، ويميل بعضهم على بعض.
جويرية: شابة لم تكبر بعد.
القليب: هي البئر التي لم تطو. [1] رواه البخاري في كتاب الصلاة، باب المرأة تطرح عن المصلي شيئًا من الأذى، رقم: 520، فتح الباري: 1/ 594.