وقد سبق ذكر حديث الجهر بالدعوة، وإيذاء أبي لهب للنبي أمام قريش بقوله: تبًّا لك، ألهذا جمعتنا؟ فانظره هناك.
3 - إيذاء عقبة بن أبي معيط للرسول صلى الله عليه وسلم
79 - من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال:
"بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه، فظل في كتفي محمَّد إذا سجد.
فانبعث شقي القوم فأخذه، فلما سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعه بين كتفيه، قال فاستضحكوا، وجعل بعضهم يميل على بعض، وأنا قائم أنظر، لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والنبي ساجد، ما يرفع رأسه، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة.
فجاءت، وهي جويرية، فطرحته عنه، ثم أقبلت تشتمهم، فلما قضى النبيُّ صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم. وكان إذا دعا، دعا ثلاثًا، وإذا سأل، سأل ثلاثًا، ثم قال: (اللهم عليك بقريش) ثلاث مرات.
فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال:
(اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة [1]، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط). وذكر السابع ولم أحفظه، فوالذي بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحق! لقد رأيت الذين سمَّى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب: قليب بدر) [2].
= الرباني: 20/ 216 - 217 سنده جيد، رواه البيهقي والطبراني.
وله شاهد من حديث طارق به عبد الله المحاربي، أخرجه أبو بكر بن شيبة، انظر المطالب العالية: 4277، قال البوصيري: رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح، وأبو يعلى وابن حبان والحاكم والنسائي وابن ماجه مختصرًا، صحيح ابن حبان موارد: 1683، والطبراني في الكبير: 4583، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند: 4/ 342 وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 22، رواه أحمد وابنه، والطبراني في الكبير نحوه، والأوسط باختصار وبأسانيد، وأحد أسانيد عبد الله بن أحمد رجاله ثقات. [1] في صحيح مسلم: الوليد بن عقبة، وصوابه ما أثبتناه، انظر فتح الباري: 7: 165. [2] رواه مسلم في الجهاد والسير، باب ما لقي النبي من أذى المشركين والمنافقين، رقم: 1794، والبخاري في كتاب الصلاة، باب المرأة تطرح عن المصلى شيئًا من الأذى، رقم: 520 فتح الباري: 1/ 594، وكتاب مناقب الأنصار، باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين، رقم: 3854 فتح الباري: 7/ 165 وأحمد، انظر الفتح الرباني: 20/ 218. =