الفصل الثالث الجهر بالدعوة
63 - من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [1] خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى صعد الصفا، فهتف: يا صباحا، فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال: (أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلًا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جَرَّبنا عليك كذبًا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد).
قال أبو لهب: تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [2].
64 - ومن حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا فاطمة بنت محمَّد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئًا، سلوني من مالي ما شئتم) [3].
65 - ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل عليه {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال: (يا معشر قريش، أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله، لا أغني عنكم من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمَّد، سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئًا) [4]. [1] (سورة الشعراء: 214). [2] رواه البخاري في التفسير، سورة الشعراء، باب: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} رقم: 4770 فتح الباري: 8/ 501، وفي سورة تبت رقم: 4971، 4972 فتح الباري: 8/ 737، وفي الأنياء، باب من انتسب إلى آبائه في الإِسلام والجاهلية، وفي الجنائز، باب ذكر شرار الموتي، ومسلم في الصحيح، كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} رقم: 208، أحمد في مسنده: 1/ 281، الفتح الرباني: 20/ 216، وابن جرير في التاريخ: 2/ 216. [3] مسلم في الصحيح، كتاب الإيمان، باب قوله: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} رقم: 205. [4] البخاري في التفسير، سورة الشعراء باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} رقم:4771 فتح الباري: 8/ 551، وفي الأنبياء، باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية، وفي الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب.