الباب الثاني البعثة النبوية
الفصل الأول الوحي
المبحث الأول: بدء الوحي
في سن الأربعين أوحي إلى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فنزل عليه الوحي في غار حراء بالرسالة السماوية الخالدة.
47 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن أربعين، وكان بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشرًا، فمات وهو ابن ثلاث وستين" [1].
48 - ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخديجة رضي الله عنها: (إني أرى ضوءًا، وأسمع صوتًا، وإني أخشى أن يكون بي جنون).
قالت: "لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله: ثم أتت ورقة بن نوفل، فذكرت ذلك له فقال: "إن يكن صادقًا فإنَّ هذا ناموس مثل ناموس موسى، فإن بعث وأنا حي فسأعزره، وأنصره، وأؤمن به" [2].
49 - ومن حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح [3]، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنَّث فيه "وهو تعبد الليالي ذوات العدد" قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى [1] رواه البخاري في مناقب الأنصار، باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة إلى المدينة، رقم: 3902، فتح الباري: 7/ 227، ومسلم في كتاب الفضائل، باب كم أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة رقم: 2351، وأحمد في المسند، انظر الفتح الرباني: 20/ 209، وانظر شرح السنة للبغوي: 3733. [2] رواه أحمد في المسند: 1/ 312، وقال الهيثمي في المجمع: 8/ 255: رواه أحمد متصلًا ومرسلًا، والطبراني بنحوه، وزاد: ورجال أحمد رجال الصحيح، وصححه أحمد شاكر برقم: 2846. [3] فلق الصبح: ضياء الصبح، وهذا يقال في الشيء الواضح البين.