responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أركان الإيمان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 114
عن ربهم. انقطعوا عن كل شيء ووصلوا أنفسهم به فتقبلهم في كنفه، وأفسح لهم في جنابه، وأشعرهم برضاه. فرضوا. رضيت نفوسهم هذا القرب وأنست به واطمأنت إليه.
«أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ» .. فهم جماعته. المتجمعة تحت لوائه. المتحركة بقيادته. المهتدية بهديه. المحققة لمنهجه. الفاعلة في الأرض ما قدره وقضاه. فهي قدر من قدر اللّه.
«أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».ومن يفلح إذن إذا لم يفلح أنصار اللّه المختارون؟
وهكذا تنقسم البشرية إلى حزبين اثنين: حزب اللّه وحزب الشيطان. وإلى رايتين اثنتين: راية الحق وراية الباطل. فإما أن يكون الفرد من حزب اللّه فهو واقف تحت راية الحق، وإما أن يكون من حزب الشيطان فهو واقف تحت راية الباطل .. وهما صفان متميزان لا يختلطان ولا يتميعان!! لا نسب ولا صهر، ولا أهل ولا قرابة، ولا وطن ولا جنس، ولا عصبية ولا قومية .. إنما هي العقيدة، والعقيدة وحدها. فمن انحاز إلى حزب اللّه ووقف تحت راية الحق فهو وجميع الواقفين تحت هذه الراية إخوة في اللّه. تختلف ألوانهم وتختلف أوطانهم، وتختلف عشائرهم وتختلف أسرهم، ولكنهم يلتقون في الرابطة التي تؤلف حزب اللّه، فتذوب الفوارق كلها تحت الراية الواحدة. ومن استحوذ عليه الشيطان فوقف تحت راية الباطل، فلن تربطه بأحد من حزب اللّه رابطة. لا من أرض، ولا من جنس، ولا من وطن ولا من لون، ولا من عشيرة ولا من نسب ولا من صهر .. لقد أنبتت الوشيجة الأولى التي تقوم عليها هذه الوشائج فانبتت هذه الوشائج جميعا ..
ومع إيحاء هذه الآية بأنه كان هناك في الجماعة المسلمة من تشده أواصر الدم والقرابة وجواذب المصلحة والصداقة، مما تعالجه هذه الآية في النفوس، وهي تضع ميزان الإيمان بهذا الحسم الجازم، والمفاضلة القاطعة .. إلا أنها في الوقت ذاته ترسم صورة لطائفة كانت قائمة كذلك في الجماعة المسلمة، ممن تجردوا وخلصوا ووصلوا إلى ذلك المقام.
وهذه الصورة هي أنسب ختام للسورة التي بدأت بتصوير رعاية اللّه وعنايته بهذه الأمة في واقعة المرأة الفقيرة التي سمع اللّه لها وهي تجادل رسوله - صلى الله عليه وسلم - في شأنها وشأن زوجها! فالانقطاع للّه الذي يرعى هذه الأمة مثل هذه الرعاية هو الاستجابة

نام کتاب : أركان الإيمان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست