responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية نویسنده : الكافي التونسي    جلد : 1  صفحه : 83
أن الحيوانات والبويضات كانت كثيرة، قلت: هو عين ما يحصل الآن في الإنسان وغيره فمع وجود حيوانات منوية تعد بالملايين وكذلك بويضات في كل جماع فلا يتكون منها غالبا إلا ولد واحد، وإن قيل: لم لم يخلق الآن حيوانات بهذه الطريقة الجديدة؟ قلت: ولم لم يتولد الآن من الجمادات أحياء جديدة أليس ذلك لاختلاف حال الزمان وطبيعة الأرض الآن عما كانت عليه في مبدأ الخليقة، أما إذا وجدت تلك الأحوال الأولى فلا يبعد أن يتكون فيها حيوانات جديدة، كما لا يبعد أن يتكون فيها أيضا بطريق التولد الذاتي خلايات بروتوبلاسمية جديدة، أما مسألة التذكير والتأنيث فما يقال فيها الآن يقال نحوه، وما يقرب منه في الخلايات البروتوبلاسمية الأولى التي صار بعضها حيوانا منويا ملقحا بالكسر والبعض الآخر بويضات ملقحة، بالفتح والله تعالى أعلم بأسرار خلقه.
(قوله) وأما كيفية خلق الإنسان إلى قوله إلا الله (صدق) غير أن الله سبحانه وتعالى أخبر عنها وعن أطوارها، فبذلك صارت معلومة عند كل مؤمن مصدق لخبر الله تعالى، فأول مادته التي تطور منها التراب ثم صار التراب مع ما خلط به طينا غير لازب، ثم صار طينا لازبا أي لازقا ثم صار حمأ مسنونا متغيرا، منتنا فسواه تعالى حينئذ على هيئته التي نفخ فيها الروح بعد مدة، ثم صار بعد التسوية صلصالا يابسا يصوت ثم مضت عليه مدة على هذه الحالة يعلمها الله تعالى، وبعدها نفخ فيه الروح، وبعد النفخ سجدت له الملائكة لأمر الله تعالى إياهم قبل النفخ بذلك والقرآن العظيم مشحون [1] ببيان كيفية خلق آدم عليه السلام والأحاديث كثيرة

[1] قوله ببيان ... إلخ، في جواهر المعاني عن الشيخ التجاني خلق آدم عليه الصلاة والسلام على رأس 72000 سنة من منشأ العالم.
وقال في الإبريز أن الله تعالى لما أراد خلق آدم عليه السلام أمر الملائكة فجمعت تربته في عشرة أيام من جميع المعادن الذهب والفضة والنحاس وغيرها، فملأت بذلك قدر مساحة ميل من الأرض ثم تركوها في الماء عشرين يوما، وهذا الماء خاص فيه نفع لآدم وذريته لأنه ماء الأرض التي ينسب إليها آدم على الحقيقة، فيشاكلها وهو مستمد من المياه التي في أطراف الأرض فإنه خرق تخومها حتى اجتمع في عين بجهة الشام ثم بعد العشرين يوما ابتدأ التصوير يدخله شيئا فشيئا وهو في جوف ذلك الطين إلى أن بلغ أربعين يوما وهو لا يرى منه شيء، وبعد ذلك أراد الله نقله من الطينية إلى جسم بني آدم فظهر في أصابعه شبه القرحة حتى ملأتها، ثم انفجرت وجمدت مادتها على الأصابع فرجعت بيضاء مثل الجمار ثم سرى ذلك فيه عضوا عضوا إلى أن صار مثل الجمار في الصفاء والنعومة، ثم دخلته الدموية شيئا فشيئا، وانفلق عنه الطين وحصل فيه يبس فصارت الريح تهب عليه واليبس يظهر في أجزائه فتكونت العظام وتكاملت خلقته في عشرين يوما، فكان مجموع ذلك ثلاثة أشهر وهي رجب وشعبان ورمضان، وحكمة التدريج لهذا الزمان مع إمكان خلقه في لحظة لما في تنقل ذلك الحادث من طور لآخر من جمع همم الملأ الأعلى إلى الالتفات إليه بالتعجب في أمر الله، والتفكر في شأنه وكيف يخلقه وإلى أي شيء يصير، فيحصل لهم زمن الارتقاب من العلم بالله تعالى والاطلاع على باهر قدرته وسريانها في المقدورات شيء عظيم.
(سيما وقد كان قال لهم: {إني جاعل في الأرض خليفة} الآية، وقال: {إني خالق بشرا من طين} إلى قوله: {فقعوا له ساجدين} مما يدل على مزيد الاعتناء به مما لم ينله أحد قبله) ولما أراد نفخ الروح فيه نقله إلى الجنة الأولى لتسقى ذاته من أنوراها، فلما حل فيها دخلت فيه الروح فدخل فيه العقل والعلم وحصلت له المعرفة بالله عز وجل، فأراد أن يقوم فارتعد فسقط ثم أراد ثانيا فحصل له كذلك كما يحصل للصبيان عند إرادة القيام، ثم أمده الله بالمشاهدة التي تحصل لأهل الفتح وهو واقف على رجل معتمد بركبته الأخرى على الأرض، فقال إذ ذاك الله الله الله لا إله إلا الله محمد رسول، فأمده الله بالقوة فاستقل قائما، وجعل يمشي في الجنة ويروح حيث شاء، ثم ألقى الله عليه وجعا في ضلعه فحصل له مثل الدمل العظيم حتى خرج منه قدر رأس إنسان فبقي فيه إلى أن انفجر عن مثل القليب بالتصغير، فسقط إلى الأرض فنظر إليه آدم فإذا هو مصور بصورته فتركه، وجعلت روائح الجنة ونفحاتها تمر عليه وجعل آدم يتعاهده فيجده يسرع في الكبر إسراعا عظيما فجعل يأنس إليه ويجلس معه فألقى الله فيه العقل فجعل يتحدث مع آدم، فلما مر عليهما شهران ألقى الله فيهما الشهوة فوقع آدم على حواء فحملت فوضعت حملها بعد النزول إلى الأرض لثلاثة أشهر من حملها، ثم حملت في الأرض بعد ذلك فوضعته لتسعة أشهر، واستمر ذلك إلى الآن ا. هـ.
وقال سيدي علي الخواص: لما سبق في علمه تعالى إيجاد التوالد والتناسل في هذه الدار ببقاء النوع الإنساني استخرج من ضلع آدم القصير حواء فقصرت بذلك عن درجة الرجل وخص الإخراج من الضلع لما فيه من الانحناء والانعطاف لتحنو وتعطف على ولدها وزوجها، ثم عمر ذلك الموضع من آدم الذي خرجت منه بالشهوة فحن إليها حنينه لنفسه وحنت إليه حنينها لوطنها والأول أشد ا. هـ.
المراد منه فعلمنا من توافق هذين العارفين على أن حواء أخرجت من أحد أضلاع آدم كما هو مشهور بطلان دعوى بعض علماء العصر: أن شيوع هذا القول عند المفسرين من الخرافات، وأن حواء لم تخلق إلا من الطينة التي خلق منها آدم على أن قوله تعالى {كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} مع قوله {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} إلى غير ذلك من الآيات صريح في بطلان دعواه، وأن الخلق من التراب خاص بآدم.
ثم قال في الإبريز: أن الله رفع آدم إلى الجنة أظهر الحيوانات كلها في باقي الطينة التي خلق منها على صورة الدود فخلق من كل نوع عشرة، خمسة من الذكور وخمسة من الإناث، ثم أرسل الله مطرا عظيما ما سمع بمثله فجاءت السيول من كل مكان معها الأوحال الكثيرة فكثرت ذلك الطين، وحصل منه نفع عظيم لتلك الحيوانات بمنزلة من اتسع عيشه وجاءه الخصب، فلما نزل آدم من الجنة بعد تسعة أشهر وفرغ بطنه وطلب ما يأكل وجد الحيوانات تمشي على وجه الأرض وهي تكبر شيئا فشيئا فأنس بها، وأعلمه الله أنها سبب معاشه ومعاش ذريته، وكذا خلق من تلك الطين النخيل والأعناب والتين والزيتون، وكذا كل شجرة ذكرت في القرآن ووجدها أيضا حملت في تلك المدة القريبة بإذن الله تعالى فكانت أول رزق ا. هـ.
نام کتاب : الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية نویسنده : الكافي التونسي    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست