responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية نویسنده : الكافي التونسي    جلد : 1  صفحه : 126
في كثير ممن ينتصب لبث العلوم والفتوى، ولو فتح لهم هذا الباب لانفسخت عرى المذهب، بل جميع عرى المذاهب؛ لأن ما وجب للشيء وجب لمثله ا. هـ.
وذكر ابن فرحون أن المازري بلغ درجة الاجتهاد وما أفتى قط بغير المشهور وعاش 83 سنة ا. هـ.
وكذا وصفه ببلوغ درجة الاجتهاد تلميذه بالإجازة أبو الفضل عياض في كتاب الغنية ا. هـ وقد توفي المازري رحمه الله تعالى سنة 536، أقول وبالله أستعين: إذا كنت أيها الناظر في كلام هذا الإمام، وفي زمن مقاله لهذا الكلام وفي وصف أهله بما ذكره وكنت ذا بصيرة ودين خاليا من التعصب لزيد أو عمرو [1] ونظرت

[1] قوله ونظرت ... إلخ، لو أدرك رحمه الله أهل زمان سنة 1340 فما كانت خشيته السابقة قاصرة على هتك حجاب مذهب أو مذاهب، بل حجاب هيبة الإسلام كله، وهاهم آخذون في ذلك بلا توقف على فتوى؛ إذ ليس غرض هؤلاء الذين أضلهم الله على علم في تأهيلهم كل طالب للاجتهاد المطلق الذي ليس لهم من معداته إلا التشدق وآلة الوزير
من آلة الدست لم يعط الوزير سوى ... تحريك لحيته في حال إيماء
فهو الوزير ولا أزر يشد به ... مثل العروض له بحر بلا ماء
أن يجعلوا للناس في مسائل الدين من كل ضيق فرجا، لو فرض أنه تعالى أبقى لهم في ذلك حرجا، بل مرادهم فتح باب للعامة كي تدخل منه الخاصة، فهم يحسون تحت الرغوة وفيما يحاولونه لصوص، وقضيتهم من العام المراد به الخصوص، فإذا تمكنوا من الدخول انقطعت عنهم الألسن، فساغ لهم حينئذ تعديل هذا الدين الذي أهمل تعديله الأقدمون ويزيلون عنه هذا الاستبداد الذي جعله فيه رب العباد على حسب ما يزعمون الحائل بينهم وبين ما يشتهون ويصبحون إذ ذاك في حرية، ويحصل التساوي مع جميع أهل الأديان ذكرانهم وإناثهم في كل جزئية ويستحسنه إذ ذاك حتى غير أهله الذين عندهم عليهم المعول وزالت عنه صبغة الطراز الأول النائي عن الحضارة وما شاكل هذا من سماجة العبارة، فيصبحوا بذلك أهل تقدم ومدنية ومنشأ هذا كله البلادة البهيمية حيث لم يستضعفوا إلا الدين كأنه ما كان إلا أهلك آباءهم الأولين واتبعهم الآخرين هيهات هيهات أحياء كأموات
فما تنال بغير السيف منزلة ... ولا ترد صدود الخيل بالكتب
وليست تلك إلا دسائس كل خبيث النفس من الجن والإنس ولعلها مسيحية؛ لأنهم يقولون: ما دام هذا الكتاب واستناد هذا الدين إليه بين أظهرهم لا تنامون نومة هنيئة، ولكن أولئك عنها مبعدون وحيل بينهم وبين ما يشتهون
فيا دارها بالخيف إن مزارها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال
قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فلم يجعل حفظه لهؤلاء الرعاع كما وكل حفظ التوراة لرؤوس ذوي هلع وأطماع، حيث قال: {بما استحفظوا عليه من كتاب الله} فلذا ضيعوه وحرفوه وبدلوه ولست أرى لهؤلاء مثلا إلا الشعراء الذين اتبعهم الغاوون الذين هم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون، على أنهم ما تركوا من تقاليدهم شيئا إلا ما كان محمودا وسواء في ذلك صغيرهم وكبيرهم أنثاهم وذكرهم، ولولا خشية التطويل لذكرت لك منها كثيرا مع التفصيل ولكن لاشتهارها تركناها إذ لا يخلو منها قطر وإن اختلفت فروعها لا تختلف أصولها ولم يكتف من قلدهم في خبثهم ببقائه على أصل ما هم عليه، بل يتنوع فيه بأصناف من القبائح وشهرة وفضائح، وسرت هذه التقاليد حتى لعلماء الإسلام ومصابيح الظلام
بالملح نصلح ما يخشى تغيره ... فكيف بالملح إن حلت به الغير
فالعالم إن لم يكن عصريا يجري في تعاليمه على الطريقة الأوروبوية أو الأمريكانية لم يكن من ذوي المنزلة السنية، تسليما لمن بيده الهدى {من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}
فآجرك الإله على مريض ... بعثت به إلى عيسى طبيبا
فعلى العاقل أن يريح نفسه من عناء تعب القلب في استصلاحهم
وإن عناء أن تفهم جاهلا ... ويحسب جهلا أنه منك أعلم
متى يبلغ البنيان يوما تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
وحكمنا هذا، إنما هو على المجموع لا الجميع؛ إذ الخير لا ينقطع من هذه الأمة
نام کتاب : الأجوبة الكافية عن الأسئلة الشامية نویسنده : الكافي التونسي    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست