responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصوف - المنشأ والمصادر نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 245
روحا , ولكل تنزيل تأويلا , ولكل مثال حقيقة في هذا العالم) [1].

فحاصل ما قلناه أن تقسيم الشريعة والعلوم إلى الظاهر والباطن من أهم الميزات التي تتميّز بها الشيعة بفرقها عن الآخرين من المسلمين , وهم الذين تقوّلوا بها متأثرين باليهودية التي استقوا منها أفكارهم , بوساطة عبد الله بن سبا اليهودي , المؤسس الحقيقي الأول لديانتهم ومذهبهم.

ثم أخذ المتصوفة بدورهم أفكار الشيعة ومعتقداتهم , فآمنوا بها واعتقدوها , وجعلوها من الأصول والقواعد لعصابتهم , فقالوا مثل ما قاله الشيعة والفرق الباطنية:
(العلوم ثلاثة: ظاهر , وباطن , وباطن الباطن , كما أن الإنسان له ظاهر , وباطن , وباطن الباطن.
فعلم الشريعة ظاهر , وعلم الطريقة باطن , وعلم الحقيقة باطن الباطن) [2].

وقال الطوسي أبو نصر السراج:
(إن العلم ظاهر وباطن ... ولا يستغني الظاهر عن الباطن , ولا الباطن عن الظاهر , وقد قال الله عز وجل: ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم: فالمستنبط هو العلم الباطن , وهو علم أهل التصوف , لأن لهم مستنبطات من القرآن والحديث وغير ذلك ... فالعلم ظاهر وباطن , والقرآن ظاهر وباطن , وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر وباطن , والإسلام ظاهر وباطن) [3].

وذكر المتصوفة نفس تلك الرواية التي نقلها الشيعة والإسماعيلية , وهي:
(لكل آية ظاهر وباطن , وحدّ ومطلع) [4].

ولم يكن التشابه والتوافق مع الشيعة , والاستفادة والاقتباس منهم منحصرا في

[1] انظر الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 201 بهامش الفصل لابن حزم.
[2] انظر الفتوحات الإلهية لابن عجيبة ص 333.
[3] كتاب اللمع للطوسي ص 43 , 44.
[4] لطائف المنن لابن عطاء الله الإسكندري ص 248 بتحقيق الدكتور عبد الحليم محمود. ط مطبعة حسان القاهرة 1974 م , أيضا عوارف المعارف للسهروردي ص 25 , أيضا روضة التعريف للسان الدين بن الخطيب ص 431 , أيضا إيقاظ الهمم لابن عجيبة ص 461 , ومثله في جمهرة الأولياء للمنوفي ج1 ص 160 , تفسير ابن عربي ج1 ص 2.
نام کتاب : التصوف - المنشأ والمصادر نویسنده : إحسان إلهي ظهير    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست