responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 218
ـ التواضع وهو في قمة المجد وللتمكين: كان سليمان عليه السلام دائم التواضع حتى قيل: إنه كان يمشي منكسر الرأس خشوعاً لله وأثناء استعراضه لجنوده من الجن والإنس والطير مر على واد النمل، وفي نظرة التواضع إلى الأرض أبصر نملة، فأشخص النظر صوابها، وأصاخ السمع إليها، وبما علم من منطق الطير والحيوان حاول تفهم أمرها. لقد علم أنها تتخوف من بطش أقدام الجنود في ركب سليمان، لقد سمعها وفهم قولها:"قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَايَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" (النمل، آية: 18). نعم إنها كائن صغير في مملكة ضخمة عظيمة، تسعى كأخواتها للرزق وتنصح لهم أن يفسحوا الطريق أمام ركب الملك العادل، حتى لا تقع مظلمة غير مقصودة من أحد منهم، قال القرطبي ـ رحمه الله ـ: التفاتة مؤمن: أي من عدل سليمان وفضله وفضل جنده لا يحطمون نملة، فما فوقها إلا بألا يشعروا [1].
إن هذه النملة لم تكن إلا واحدة من رعايا سليمان في مملكته التي ضمت إلى جانب الإنس والجن أنواعاً وألواناً من الحيوان والطير والهوام.
لقد سمع كلامها، وتفهم شكواها، فتبسم من قولها، فرقّ قلبه الكبير، رفقاً لجرمها الصغير، فرحمها وأخواتها، وشكر ربه إذ علمه منطق هذه المخلوقات حتى يتمكن من انصافها وإيصال العدل إليها، وسُرَّ بأن عدالته وجنوده قد عرفها كل مخلوق، حتى مثل هذه النملة التي اعتذرت عنهم مقدماً، بأنهم إن أصابوا نملة بأقدامهم، فإن ذلك من غير قصد منهم ولا شعور [2].
"فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ" (النمل، آية: 19).

[1] تفسير القرطبي (13/ 170).
[2] الحكم والتحاكم في خطاب الوحي (2/ 589).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست