responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 217
ـ التروي في تصديق الخبر، فهذا الذي حكاه الهدهد، أمر ليس بالسهل ولا باليسير، ثم إن الهدهد لا يجرؤ على اختلاق هذه القصة، الطويلة، وهو يعلم تمكن سليمان من الرعية، ومقدرته على التأكد من صحة الأخبار، ومع ذلك لم يبادر عليه السلام إلى التصديق، كما أنه لم يتعجل التكذيب، بل قال"سَنَنظُرُ" وهو من النظر، أو التأمل والتحري [1]، وقوله تعالى:"أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ" (النمل، آية: 27)، يعني أصدقت في خبرك أم كذبت لتتخلص من الوعيد [2].
ـ عدم الاغترار بقوة النفس وكثرة الجند وسعة السلطان، وإسناد الفضل إلى الله في كل نعمة، وتجديد الشكر على هذه النعم، وسليمان عليه السلام لما طلب الإتيان بعرش بلقيس أجابته جنوده التي سخرها الله له مسارعين إلى الطاعة، فلما وجد سليمان طلبه مجاباً، وأمره مطاع سارع إلى ضبط النفس في سلك الخشية ومنهاج التواضع والطاعة لله رب العالمين:"فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ" (النمل، آية: 40) أي: رأى العرش ثابتاً عنده قال:"هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي" أي: هذا النصر والتمكين من فضل ربي ليختبرني أأشكر نعمته أم أكفرها، فإن من شكر لا يرجع نفع شكره إلا إلى نفسه حيث استوجب بشكره تمام النعمة ودوامها والمزيد، ومن كفر النعم فإن الله غني عن شكره، كريم في عدم منع تفضله عنه [3].

[1] تفسير الرازي (24/ 193).
[2] تفسير ابن كثير (3/ 349).
[3] الحكم والتحاكم في خطاب الوحي (2/ 600).
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست