نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 207
قال تعالى:"وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ" (الأنبياء، آية: 80)، كان داود عليه السلام أول من اتخذ الدروع وصنعها، وتعلمها الناس منه، وإنما كانت صفائح فهو أول من سردها وحلقها فأصبحت النعمة عليه نعمة على جميع المحاربين على الدوام ابد الدهر، فلزمهم شكر الله تعالى على النعمة.
وذلك يقتضي الشكر، لذا قال تعالى:"فَهَلْ أنتُمْ شَاكِرُونَ" (الأنبياء، آية: 80) أي: على تيسير نعمة الدروع لكم، وأن تطيعوا رسول الله فيما أمر الله به والمراد: اشكروا الله على ما يسر عليكم من هذه النعمة، وهذا دليل على جواز اتخاذ الصنائع والأسباب، فالسبب سنة الله في خلقه، وهي شهادة للعمال وأهل الحرف والضائع بأن العمل شرف، واتخاذ الحرفة كرامة وهذه الآية فيها إشارة لحث أهل الإيمان على العمل والإبداع والأخذ بأسباب النصر على الأعداء ومحاربة الفساد بإعداد الجيوش مقودة بقيم الإيمان وتعاليم الرحمن، وشريعة الديان، قال تعالى:"وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (سبأ، آية: 10 ـ 11).
وكانت هذه هبة الله فوق الملك والسلطان، مع النبوة والاستخلاص إن الله تعالى أنعم على عبده داود بتسييل الحديد له أو تعليمه كيف يسيل الحديد الذي هو مادة الإعمار والبناء والتصنيع، ولا شك في خطورة مادة الحديد في صناعة الحضارات وبناء الدول وفي حسم انتصارات الجيوش [1]. [1] فقه النصر والتمكين صـ 129.
نام کتاب : الإيمان بالقدر نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 207