نام کتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 79
وبهذا يكون المنهج القرآني وضع حرية التفكير في الاتجاه السليم والمنطق الصحيح، فليس فيها أوهام وخرافات وليس فيها جمود ولا تقليد وإنما هي دعوة لتكريم العقل الإنساني وتحريره من ربقة البلادة والخمول وتنبيهه إلى أداء مهمته في البحث والتفكير [1].
ولقد ظهرت حرية العلم والتعليم والتأليف والتفكير في أجمل مظهر في القرون الثلاث الأولى من تاريخ الإسلام، إذ نشر العلماء فتاواهم ومذاهبهم وعلمهم واحتج كل فريق لرأيه، ولم يكن ذلك موجباً للمناوءة ولا لحزازات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضَّر الله امرء سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرب حامل فقه إلى ما هو أفقه منه، ورب حامل فقه إلى ما ليس بفقيه [2].
وهذا هو المقام الذي تحقق فيه مالك بن أنس حين قال له أبو جعفر الخليفة: إني عزمت أن أكتب كتبك "يعني الموطأ" نسخاً ثم أبعث إلى كل مصر من الأمصار نسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها، ولا يتعدوها إلى غيرها.
فقال الإمام: لا تفعل يا أمير فإن الناس قد سبقت لهم أقاويل وسمعوا أحاديث، وأخذ كل قوم بما سبق إليهم من اختلاف أصحاب رسول الله وغيرهم وأن ردهم عن ذلك شديد، فدع الناس وما هم عليه [3].
4 ـ حرية التنقل:
كفل الإسلام حرية التنقل لكل فرد حسبما يريد سواء كان ذلك داخل حدود الدولة الإسلامية أم سفر إلى خارجها، ويمكن إجمال صور التنقل فيما يلي:
أ ـ التنقل لتحقيق نفع ديني ودنيوي:
وذلك مثل التنقل طلباً للرزق بالطرق المشروعة، من تجارة وغيرها، قال الله تعالى: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (الملك، آية: 15). [1] المصدر نفسه صـ156. [2] مقاصد الشريعة محمد الطاهر بن عاشور صـ397. [3] المصدر نفسه صـ397.
نام کتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 79